فتاة تابت من الذنوب ولكنها لا زالت تحس بوخز الضمير، فماذا تفعل؟

0 12

السؤال

السلام عليكم.

حكم من لعب بعقل قريبته منذ صغرها، وجعلها تتعلق به وتحرش جسديا بها برضاها في عمر 18 سنة، ثم وعيت وقطعت التواصل وأصبحت ملتزمة وتائبة، وبعد سنوات شعرت بالذنب الشديد وجلد الذات، مع العلم أنها أصيبت من قبل بالوسواس والجاثوم ومعاداة من أقرباء بالسحر لأمها.

بعد سنوات أخبرت والدتها، لكنها تفهمت واحتوتها، فما حكم الفتاة؟ هل هكذا كشفت ستر الله لها وفضحت قريبها؟ وأيضا أخبرت خطيبها وتفهم، فكيف تكفر عن ذنبها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -اابنتنا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، وإنما شفاء العي السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يغفر لنا ولك ما حصل من التقصير، ونبشرك بأن الله تواب غفور، وأن التوبة تجب ما قبلها وتمحو ما سبقها من ذنوب، وأن التائبة من الذنب كمن لا ذنب لها، وأن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.

عليه: نوصيك بالتوبة والستر على نفسك، ونتمنى طي هذا الموضوع، وأرجو ألا تخبري أحدا، ولست مطالبة بأن تعتذري لأحد، واحمدي الله تبارك وتعالى الذي جعل الشر في أقل درجاته، فبعض الشر أهون من بعض، وعليه: أرجو ألا تستمري في فضح نفسك، أو الكلام في مثل هذه الأمور، ولو أنك شاورت الموقع لما رضينا أن تخبري أحدا بهذا الذي حدث، واعلمي أن الناس لا يملكون لأنفسهم - فضلا عن غيرهم - ضرا ولا نفعا، فلا يستطيع إنسان أن يضر إنسانا، والذي يريد أن يضر الناس يجر على نفسه الوبال والغضب من الله تبارك وتعالى، ونحن أمام السحر وأمام هذه الأشياء التي نظن أنها تأتينا من الناس ينبغي أن ندرك أن هذا الكون ملك لله، وأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وأن أهل الأرض - ليس الأهل فقط - لو اجتمعوا ليضرونا لن يستطيعوا إلا بشيء قد قدره الله علينا.

فلنجعل توكلنا على الله، واستعانتنا بالله، ثم نحافظ على الأذكار - أذكار الصباح والمساء - وقراءة الرقية الشرعية على أنفسنا، ونمضي بعد ذلك في حياتنا مطمئنين، وإذا أراد أي إنسان من الناس من الشر فعلينا أن نوقن أن الله تبارك وتعالى عدل، وأن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله.

أما التكفير عن الذنب فيكون بصدق التوبة، والإخلاص، وننصحك بالستر على نفسك، وإكمال المشوار مع هذا الخطيب الذي تفهم الأمر، ولا ننصح بذكر أي تفاصيل أو مزيد من التفاصيل له أو لغيره، فالإنسان مطالب بأن يستر على نفسه، وأن يستر على غيره. وهذا القريب الذي كان يفعل الإساءة هو بلا شك مسيء، ونتمنى أيضا أن يستر على نفسه، وتستري على نفسك، واقطعي ما بينك وبينه من الصلات، طالما جاءك من طرق الباب، وهو الوحيد الذي ينبغي أن تفكري في إكمال المشوار معه، ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير.

وما حصل في الصغر ينبغي أن يطوى بالنسيان، وكلما ذكرك الشيطان بذلك ليحزنك جددي التوبة والرجوع إلى الله والاستغفار، واجعلي الأمر بينك وبين الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يتوب علينا جميعا لنتوب، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

هذا، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات