أخواتي وأمي وأبي يظلمان زوجتي وبناتي.. مع من أقف؟

0 12

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كطبيعة كثير من المنازل والأسر يوجد الكثير من الخلافات العائلية، وللأسف عائلتنا قد وجدت فيها تلك الخلافات منذ أن تزوجت، الخلافات كانت بين أهلي (أمي وأخواتي) ضد زوجتي، وكنت كثيرا ما أسمع شكاوى زوجتي بما فعل أهلي، وأنا أعرف أنهم على خطأ، خصوصا مع كثرة مشاكلهم مع أقربائي، ولكنني كنت دائما محايدا إلى أن رزقت بأطفال، فأصبحوا يكرهونهم كما يكرهون زوجتي، وأعتقد لأنها أمهم، فكثرت الآن المشاكل بين أخواتي وبناتي، فقلت لأخواتي الذين يفتعلون المشاكل مع بناتي: إني سأعاملكم بالمثل حتى تحسنوا إلى بناتي كما كنت دائما أطلب منكم، وعندما وصل هذا الكلام إلى أمي وأبي قرروا -والله أعلم- أن يعاملوني كما أعامل أخواتي، وأنا شخص أخاف عقوق الوالدين، ولا أقول ذلك رياء، لكنني أكثر من يبر بوالديه بين إخواني، وأحاول قدر المستطاع، فالآن والداي لا يريدون التحدث إلي بسبب أخواتي؛ لأنني خاصمتهم عندما ظلموا بناتي وزوجتي، فماذا أفعل؟

البعض قد يقول كن محايدا، ولكنني أعلم أنه لا يوجد أحد غير الله، ثم غيري يأخذ حقوقهم، هل أقف مع ظلم أخواتي وأمي، وكأن بناتي وزوجتي لا شيء؟ أم أقف مع بناتي وزوجتي وأحاول أن أبر بأمي وأبي، على الرغم أنهما يظلمانني بوقوفهم مع الظالم، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في الموقع، ونشكر لك الحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي أهلك إلى أحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، ولا يخفى على أمثالك من الفضلاء أن الشريعة التي تأمرك بالإحسان للزوجة ورعاية البنيات هي الشريعة التي تأمرك ببر الوالدين والإحسان للأخوات، فالمطلوب إذا هو التوازن بين الأمرين، وننصحك بما يلي:

أولا: الدعاء ثم الدعاء.
ثانيا: إبعاد أسباب الاحتكاك الذي يحصل.
ثالثا: تذكير الجميع بالله تبارك وتعالى.
رابعا: تقديم بر الوالدين فإنهم الأصل، وهم آباء وأمهات للجميع، بما فيهم هذه الزوجة، التي ينبغي أن تنظر إليهم على أنهم آباء.

خامسا: عليك وعلى زوجتك أن تتسلحا بالصبر، ثم عليك أن تصبر البنيات على الأذى الذي يأتي من العمات، واجتهد دائما في إرضاء والديك، ولا تجعل إنسانا يقترب من والديك حتى لا يشوش الصورة، وكن دائما حريصا على كل أمر يرضيهم، ثم يشجع زوجتك على الصبر على ما يأتيها من أجله، والزوجة إذا وجدت الدعم المعنوي منك ووجدت التشجيع فإنها تصبر على الكثير من الصعاب.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على كل ما يرضي الله تبارك وتعالى، ونؤكد أن المهم هو العلاقة بالوالدين، وهذا لا يعني أن الأخوات لسن بالأهمية، فهم صلة رحم، والرحم أمرها عظيم عند الله، لكن طبعا البداية تكون بإرضاء الوالدين؛ لأن حقهم عظيم، والإساءة بالنسبة لهم لا تقابل بالإساءة، وتقصيرهم لا يقابل بالتقصير؛ لأن هذه عبادة ربطها الله بطاعته وبعبادته فقال: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا}، فأحسن إلى والديك، واصبر على الأذى الذي يأتيك، وصحح عندهم الصورة، ولا تعط الفرصة لأخواتك أو لغيرهم من أجل أن يقتربوا من الوالد والوالدة أكثر ويؤثروا عليهم.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقكم الألفة، وأن يعيد مشاعر الود والحب ويعمقها بينكم، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات