زوجتي حالتها لم تتحسن رغم تناول العلاج.

0 8

السؤال

السلام عليكم.

زوجتي تأخذ أدوية للاكتئاب، تتحسن فترة وترجع لها الحالة من خوف وقلق وتوتر؛ لأنها تأخذ زبركسا ٥ج، وانفنيل٢٥، ودبكين ٢٥٠ صباحا، تحسنت قليلا، ولكن ليس لها اهتمام بالنظافة، ولا الطهي، ولا تقوم بأي شيء إلا إذا أمرتها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك يا أخي على ثقتك في إسلام ويب واهتمامك بأمر بزوجتك الكريمة، التي أسأل الله لها العافية.

أخي الفاضل: الأدوية التي ذكرتها - وهي: الزبركسا والأنفرانيل والدباكين، والتي تتناولها الفاضلة زوجتك - هي أدوية تستعمل لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وليس الاكتئاب آحاد القطبية. طبعا التشخيص متروك لتقدير الطبيب. هي أدوية فاعلة جدا، وأدوية ممتازة جدا لعلاج هذا الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، لأنها تمنع أن يدخل الإنسان في نوبات هوس أو في نوبات كآبة.

لكن إذا كانت الفاضلة زوجتك تعاني من اضطراب الاكتئاب آحاد القطب فهنا أقول لك أنها حقيقة تتناول الأنفرانيل بجرعة خمسة وعشرين مليجراما فقط، وهذا لا يعالج الاكتئاب آحاد القطب، فالأمر يتطلب منك أن تراجع الطبيب: هل زوجتك تعاني من الاضطراب الوجداني ثناي القطبية؟ أم تعاني من اكتئاب آحاد القطبية؟ .. وأنا متأكد أن الطبيب سوف يعدل الأدوية حسب ما هو مطلوب، ويمكنك أن تتواصل معي أيضا بعد مقابلة الطبيب.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى: طبعا الأدوية حين تكون هي الأدوية الصحيحة وبالجرعة المطلوبة لها عائد علاجي إيجابي جدا، وفي ذات الوقت الجوانب العلاجية غير الدوائية يجب أن نهتم بها كثيرا، مثلا: الفاضلة زوجتك تحاول تشجيعها على موضوع النظافة والطهي، وتساعدها في تنظيم وقتها، تحرص على النوم الليلي المبكر، وهذا أمر ضروري جدا، وتستيقظ مثلا مبكرا، وتصلي الفجر، بعد ذلك تبدأ في أعمال المطبخ والطهي، وهذا وقت جميل جدا، البكور فيه خير كثير جدا - يا أخي - وكثير من النساء يقمن باستغلال هذا الوقت، خاصة النساء اللواتي لا يعملن. أنا أعرف من يقمن من النساء بتدبير أعمال بيتهن كاملا في فترة الصباح (نظافة، طهي، ترتيب للمنزل ...)، فيا أخي الكريم: يمكن أن تساعد زوجتك الكريمة لتنتهج نفس هذا المنهج.

ويعرف أن الإنجاز في الصباح، أي عمل إيجابي يقوم به الإنسان في فترة الصباح؛ سوف ينشرح صدره، ويتقبل الحياة بكل أريحية، وتجد أن أموره أصبحت سهلة جدا في بقية اليوم، ويستمتع بحياته.

فيا أخي: هذا مطلوب، وأرجو أن تقترح هذا الاقتراح على الفاضلة زوجتك، ويا حبذا أيضا لو ساعدتها لممارسة تمارين رياضية، كرياضة المشي مثلا، تفيد جدا وتجدد الطاقات. حاول دائما أن تعطيها ثقة في نفسها، واخرج معها لزيارات الأهل، مثلا: الترفيه بالأشياء الطيبة والجميلة أيضا مهم، وشجعها على أن تتواصل مع أسرتها وتنشئ علاقات مع صديقات صالحات ... هذا - يا أخي - كلها أشياء طيبة جدا، وطبعا يجب أن تحرص على العبادات، وحاول أن تشد من أزرها وترفع من همتها حيال الصلاة، وتلاوة القرآن، والدعاء والذكر ... هذا كله فيه خير كثير وكثير جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات