عزلت نفسي حتى لا أؤذي الناس؛ فأنا أصيب بالعين.

0 12

السؤال

السلام عليكم

أنا شخص أصيب بالعين، وهذا أكيد، لذلك عزلت نفسي منذ ثلاث سنوات في المنزل، والآن أشعر بألم في قلبي، فهل أخرج للعلاج؟

علما أني أخاف أن أصيب الناس بالعين، أو أصبر حتى لو كان يؤدي للوفاة؟

أتمنى الدعاء لي بالشفاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

بخصوص ما تفضلت به أخي الفاضل: فإن العين حق ولا ريب في ذلك، والحسد أمر واقع ولا شك؛ وقد ورد ما يدل على ذلك من الكتاب والسنة، قال الله تعالى:(قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد)، وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة، فإن العين حق)، وقد قال ابن القيم فى زاد المعاد بقوله: وعقلاء الأمم على اختلاف مللهم ونحلهم لا تدفع أمر العين، ولا تنكره، وإن اختلفوا في سببه وجهة تأثير العين.

قد ذكرت -أخي الكريم- أنك تصيب غيرك بالعين وأنك اعتزلت الناس لأجل ذلك، وتسأل عن جواز الخروج من عدمه؟
ونحن نقول لك -أخي الكريم- بل اخرج ولا تجلس ولا تحبس نفسك، وعليك بالضوابط المرعية في ذلك وهي:

أولا: التبريك كلما رأيت ما يعجبك، فقد ذكر أهل العلم أن العائن يدفع شر عينه بقوله: الله بارك له، فقد ورد في مسند الإمام أحمد عن سهل بن حنيف (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج وسار معه نحو مكة حتى إذا كانوا بشعب الخرار (اسم موضع) من الجحفة اغتسل سهل بن حنيف، وكان رجلا أبيض حسن الجسم والجلد، فنظر إليه عامر بن ربيعة أحد بني عدي بن كعب وهو يغتسل فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة، فلبط سهل، فأتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقيل: يا رسول الله، هل لك في سهل والله ما يرفع رأسه، قال: هل تتهمون فيه من أحد؟ قالوا: نظر إليه عامر بن ربيعة، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا فتغيظ عليه، وقال: علام يقتل أحدكم أخاه، هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت" وقول النبي صلى الله عليه وسلم:( إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة، فإن العين حق) ما يدلل على دفع العين بالتبريك.

ثانيا: الالتزام بالأذكار والاستعاذة الدائمة، فإن الاستعاذة تصرف الشيطان، والأذكار تجعلك في حصن منه.

ثالثا: لا تسترسل في الخواطر الآثمة إذا أتتك، واحتقر الوساوس كلها، ولا تحاورها ولا تتجاوب معها بل اقطعها فورا وعود لسانك على أمرين:
1- الاستعاذة.
2- وقول: (ما شاء الله تبارك الله) ، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما أنعم الله تعالى على عبد نعمة من أهل ومال وولد فيقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله فيرى آفة دون الموت).

رابعا: إن حدث بعد أن استعذت وبركت وفعلت ما ذكرناه من الضوابط - ثم وقع سوء على أحد فلا تظن أنك السبب، بل هذا قدر الله وأنت منه براء، قال ابن كثير: قال بعض السلف: من أعجبه شيء من ماله أو ولده فليقل ما شاء الله لا قوة إلا بالله. قد يحصل نوع توافق بين ما يتفوه به الإنسان وما يقدره الله تعالى فيظن الشخص أنه هو من أصاب ذلك الشخص وليس كذلك.

خامسا: أكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب، ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).

أخيرا: اجتهد في المحافظة على صلواتك الخمس في المسجد، وحافظ على أذكارك صباحا ومساء، واجعل لنفسك وردا من كتاب الله تعالى فإن هذا يجلب لك السكينة والحياة الطيبة، قال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات