أحببت فتاة ولكن تزوجت غيرها ويقتلني الحنين!

0 14

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب تزوجت قبل فترة قصيرة، ولكن خلال فترة الخطوبة كانت فترة صعبة جدا، فقد كنت أشتاق إلى من أحب.

أحببتها مدة سنتين، وتقدمت لها ثلاث مرات، وكان أهلها يرفضون بسبب البعد عن بلدي، وبعد المرة الثالثة تمت الموافقة، ولكن كان شرطهم أن تكون فترة الخطوبة سنة، وأنا اعترضت بصورة بسيطة، وهم رأوا أني لم أوافق، فعارضوا زواجي منها، ومرت سنة، وقررت الزواج، وكانت فترة الخطوبة قصيرة مدة شهر، من فتاة لم أعرفها من قبل.

أنا اليوم في عذاب لا يعلمه إلا الله، منكسر من الداخل، لا أعلم كيف أستطيع أن أكمل، كل شيء يذكرني بها، فالقلب ينبض باسمها في كل شيء، تأتيني في الحلم، وكل صباح اسمها لا يفارق ذاكرتي، أتعبني هذا الزواج، فكل شيء يذكرني بها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الحرص والاهتمام، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرضيك بما أنت فيه، وأن يجعل في هذه الفتاة التي ستتزوجها البركة والخير.

أرجو أن تعلم أنه لا خير في علاقة تبدأ بمثل هذه التوترات، وارضى بما قسم الله لك تكن أسعد الناس، واعلم أن نسيانك للفتاة المذكورة من الأمور المهمة حتى لا تجرح مشاعر الزوجة التي عندك، وتذكر أن الذي معها مثل الذي معها، واسأل الله تبارك وتعالى أن يغنيك بالحلال، وعليك طي تلك الصفحات؛ لأنه لا سبيل لك إليها، طالما سدت الأبواب الشرعية في الوصول إليها، ونسأل الله أن يعوضك خيرا.

ولذلك أرجو ألا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، وحاول أن تتعوذ بالله من شيطان يذكرك بها من أجل أن يحزنك، فهم الشيطان أن يحزن الذين آمنوا، وحاول أن تتذكر ما في هذه الزوجة التي معك من الإيجابيات، واعلم أن الإنسان ينبغي أن يرضى بما قدره الله، ويوقن أن الذي قدره الله هو الخير، {وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم}، و(عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن).

أرجو أن تستحضر هذه المعاني، واعلم أنك لم تكن لتسعد معها طالما كان أهلها بهذا العناد وبهذا التردد، ونسأل الله أن يبارك لك في الزوجة التي عندك، وأن يسعدك معها، ويسعدها معك، وأن يعينكم على الخير، وهنيئا لمن رزقه الله الحلال واكتفى به.

حاول أن تتخلص من كل الذكريات، من كل ما يذكرك بها، من أرقام، أو ذكريات، أو صور تحتفظ بها، أو حتى الشوارع التي كنت تراها فيها، حاول أن تغيرها؛ لأن هذا مما يعينك على نسيان الوضع الذي كنت عليه، فلا تحاول الجري وراء السراب، وأعتقد أنه يصعب عليك بعد هذا الزواج الارتباط بها، بل نحن لا نميل إلى الجري ورائهم طالما كان الوضع كما ذكرت، ونسأل الله أن يغنيك بحلاله عن الحرام، وأن يسعدك مع الزوجة التي رضيت بك، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات