أحب دراستي، ولكني متعبة نفسيًا.. أرشدوني

0 13

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أحب دراستي جدا، وأحب كليتي، لكن من أول يوم دخلتها وأنا متعبة جدا، لا أخاف أصلا، حصل معي هبوط قوي في درجاتي في السنة الأولى، نفسيا الموضوع تأزم معي، لا أريد أن أكمل، وفي نفس الوقت، أنا أحب دراستي.

بالنسبة لي حاليا بلا نفع، أصبحت أشاهد مسلسلات يومية بدون شيء مفيدة، أحس أني ذاهبة لطريق غير صحيح، وفي نفس الوقت بدأت أضبط درجاتي في الكلية، لكني وصلت للذي أنا أريده.

ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك بنيتي عبر الشبكة الإسلامية، ونشكرك على تواصلك معنا.

بنيتي: لقد أعدتني بسؤالك هذا لأيام دراستي في كلية الطب في جامعة دمشق.

لا شك أن الانتقال من مرحلة الثانوية إلى الجامعة يفرض تحديا كبيرا على كثير من الطلاب، فنظام المدارس غير نظام الجامعات، وأحيانا لا يدربون أو يعلمون على كيفية التكيف مع هذه النقلة.

يا ترى، أنا أتساءل لماذا حصل هذا (التراجع) في أدائك الجامعي؟ هل هناك ما يشغلك ويقلقك سواء في البيت أو في الجامعة أو خارجهما؟ هل يا ترى أسلوب التدريس عندكم مسبب لك بعض الإشكاليات؟ أو هل الكتب الجيدة غير متوفرة؟ .. كل هذه الأسئلة وقريبة منها مفيدة؛ لأنه إذا عرف السبب بطل العجب.

على كل: طالما وصلت لكلية الطب بعد الثانوية، فهذا مؤشر أنك قادرة على المتابعة بإذن الله سبحانه وتعالى.

واضح من أن هدفك في الحياة واضح جلي نوعا ما، وهو دراسة الطب، ولكن اسألي نفسك سؤالا أكبر عن هدفك في الحياة عموما والطب جزء منه، فهذا قد يعطيك الدافعية لبذل جهد أكبر في الدراسة والتحصيل.

من خبرتي مع عدد من الشباب يمرون بمثل حالك هذا؛ أعتقد أن الكثير منه بسبب كلمة واحدة (المشتتات)، وما أكثر المشتتات في حياتنا المعاصرة، سواء الأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، أو المسلسلات التلفزيونية، واحذري منها؛ لأنها جذابة، فالذي صنع المسلسل يهدف إلى جذبك للمسلسل من الحلقة الأولى، لا بل من الدقائق الأولى، فلا تجدي نفسك إلا منجذبة تماما لمعرفة تسلسل القصة وتطورها، طبعا لا أقول لك لا تشاهدي المسلسلات، ولكن اجعليها مكافئة لك بعد القيام بالحصة الدراسية.

هناك أمور عامة مفيدة لنا جميعا منها الرياضة، فهي مفيدة جدا، والتغذية المناسبة، وساعات النوم الكافية، واستعيني بالله ولا تعجزي، فكل ميسر لما خلق له.

إذا صعب عليك بعد القيام بكل ما ذكرت من تحسين الوضع، فلا بأس أن تتحدثي مع الأخصائية النفسية عندكم في الجامعة، فمعظم الجامعات فيها قسم الإرشاد الطلابي.

أدعو الله تعالى لك بالتوفيق وليس فقط بالنجاح ولكن بالتفوق لتكوني زميلة طبيبة بعد عدة سنوات، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات