كيف أتوقف عن حب ابن عمي والحديث معه؟

0 11

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أنا فتاة عمري 18 عاما، نشأت في أسرة متدينة، لا أخالط الشباب بتاتا، ولا أكلمهم، ولكني ابتليت بأن أحببت ابن عمي، مع أني لم أكلمه ولم أره منذ فترة طويلة، ولكن فجأة أصبحت أتغير عندما يذكر اسمه، أو أي شيء يتعلق به، بل وأشعر بشيء غريب يحدث في قلبي، ربما هذا بسبب ما أسمعه عنه دائما من نبل أخلاقه وحسن دينه، تعلق قلبي به كثيرا، ودعوت الله أن يكون لي، وعندما سمعت بخبر خطوبته دمعت عيني، ثم حمدت الله واستخلفته وقلت لعله خير، وبعدها علمت أنها إشاعة.

أنا الآن أكلمه، وبعدما كلمته تعلق قلبي به أكثر، توقفت كثيرا عن الكلام معه، لكن لا جدوى فأنا لا أستطيع، اليوم الذي لا أكلمه فيه أشعر أن الدنيا كلها سوداء، لا أريد معصية ربي، وهذا ما يؤلم قلبي كثيرا، ولكني عندما أتوقف عن الحديث معه تصبح حياتي بلا قيمة، في البداية أكون سعيدة لتوبتي، ثم بعد أيام أتألم، وأخاف ألا يكون لي من الأساس فينجرح قلبي، ماذا أفعل لكي أتوقف عن حبه؟ وماذا أفعل كي أتوقف عن الحديث معه؟ أحب الخير له كثيرا، وما يؤلمني أكثر أن بكلامي معه أحمله هو أيضا ذنوبا، أفيدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك حسن السؤال، ونحب أن نؤكد لك أن الحب الحلال هو الذي يبدأ بالرباط الشرعي ويزداد مع الأيام وبالتعاون على البر والتقوى ثباتا ورسوخا، وأن الحب الحقيقي يكون بطاعة الإنسان لله تبارك تعالى؛ لأن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها، وما عند الله من توفيق وخير لا ينال إلا بطاعته.

وابن العم بأرفع المنازل بلا شك، ولكن أيضا هذه العلاقة لا تصلح بالطريقة المذكورة، فاثبتي على توبتك، واعلمي أن ابن العم يعرفك وأنت تعرفينه، ولكن هذا الكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله تبارك وتعالى، ولذلك لا تعلقي قلبك في هذا الوقت المبكر بغير الله تبارك وتعالى، وأشغلي نفسك بدراستك وتفوقك ونجاحك، وتذكري أن ابن العم أصلا من دائرة الرحم، وهو مما يهمه نجاحك، وأنت أيضا تهتمين بنجاحه، لأنه من المنزلة الرفيعة، ولكن أمور الزواج أمور تحكمها أشياء أخرى، وغالب الظن أنه أيضا يحمل تجاهك نفس المشاعر، ولكن ما ينبغي أن نتمادى مع مشاعرنا، لأنها قد تدخلنا في ما لا يرضي الله تبارك وتعالى، ومن الخير للإنسان أيضا أن يدخر مثل هذه المشاعر حتى يحين وقتها، حتى لا تشوش على دراسته وعلى خشوعه في صلاته وعلى استقراره في حياته، والإنسان أيضا قد يجري وراء أمر ولا يتحقق له، فيكون عند ذلك التعب والقلق المستمر.

نحن ندرك أن التوقف ليس سهلا، ولكن الأصعب والأخطر هو التمادي في التواصل، لأن هذا يزيد الأمور سوءا، وأيضا هو مهدد لمستقبل الحياة الأسرية، حتى لو حصل ارتباط، لأن البدايات التي فيها مخالفات شرعية نتائجها وخيمة على الأزواج والزوجات، فأرجو أن تقدمي طاعة الله تبارك وتعالى، واحرصي دائما على تجنب كل ما يذكرك به، حتى يحين الوقت المناسب، ونحن بدورنا نسأل الله تبارك وتعالى أن يكون من نصيبك، وأن تكونا عونا لبعضكما على البر وعلى كل أمر يرضي الله تبارك وتعالى.

مواد ذات صلة

الاستشارات