أشعر بالغرابة من الحياة وحرارة داخلية في جسدي.

0 15

السؤال

السلام عليكم.

عانيت من الوساوس القهرية وتخلصت منها، ولكني أشعر بالغرابة من الحياة، فأستغرب وجود الفراغ، وأشعر أنني مجنونا مع وجود حرارة داخلية في رأسي وجميع جسدي، أشعر كأن في رأسي شبكة ملتهبة، فما الحل؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
الوساوس القهرية في مثل عمرك تكون دائما مصحوبة بشيء من القلق والتوتر الداخلي، والحمد لله تعالى أنت قد تخلصت من هذه الوساوس.

وما تمر به الآن من شعور بالغرابة ووجود الفراغ، وشعورك بأنك مجنون، مع وجود حرارة داخلية في الرأس: هذه كلها متغيرات نفسوجسدية، سببها القلق النفسي، والذي نفضل أن نسميه بالقلق النفسي المقنع، لأنه يظهر في شكل أعراض ليست مطابقة للقلق المعروف.

طبعا مرحلتك العمرية – كما ذكرنا – هي مرحلة تغيرات كثيرة، متغيرات نفسية وبيولوجية وفسيولوجية، مشاكل الهوية، مشاكل الانتماء، هذه كلها تجعل الإنسان في شيء من عدم الارتياح، وتظهر عليه أعراض نفسية وجسدية.

الموضوع إن شاء الله علاجه سهل وليس صعبا أبدا.
أولا: يجب أن تدير وقتك بصورة جيدة، وتتجنب السهر، النوم الليلي المبكر سوف يعطيك طاقات ممتازة جدا في الصباح، وتبدأ يومك بصلاة الفجر، ويا حبذا لو قمت أيضا بتمارين رياضية صباحية، حتى ولو كانت تمارين إحماء بسيطة.

من المهم جدا أن تمارس تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة، تمارين قبض العضلات وشدها ثم استرخائها، مع التفكير الإيجابي والتأمل والتدبر، أو ما نسميه بالاستغراق الذهني، هذه حقيقة تعالج هذا الشعور السخيف بالتغرب أو كأن الإنسان ينظر إلى نفسه من مسافة بعيدة.

طبعا التواصل الاجتماعي، القيام بالواجبات الاجتماعية، الترفيه عن النفس، صلة الرحم، بر الوالدين ... هذه كلها أمور حياتية مهمة جدا، تعود على الإنسان بصحة نفسية ممتازة.

سأصف لك أيضا أدوية بسيطة، إن شاء الله تساعدك كثيرا. الدواء الأول يسمى (فلوكستين)، دواء طيب وجيد، أريدك أن تتناوله بجرعة صغيرة، وهي: كبسولة واحدة في اليوم – قوة الكبسولة عشرون مليجراما – تتناول هذا الدواء لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعل الجرعة كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.

الدواء الآخر يعرف باسم (دوجماتيل) هذا هو اسمه العلم التجاري، واسمه العلمي (سولبرايد)، تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم – أي خمسين مليجراما – لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.

كلا الدواءين من الأدوية البسيطة والسليمة وغير الإدمانية والفاعلة جدا لعلاج مثل حالتك هذه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات