ما زلت أخجل من الماضي رغم توبتي.

0 12

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالبة جامعية، وخائفة جدا ومتوترة بسبب الأشياء التي كنت أعملها وأنا صغيرة، عندما كنت في الابتدائي والمتوسط كنت أتحدث مع الرجال، وأبعث لهم صورا ليست لي، ولكني أخجل أن أقولها، وحتى أنني نزلت صورة مخلة للآداب على هاتفي القديم ولكنه الآن مع أبي ولا أعلم إذا فتحه أو إذا ضاع الهاتف.

ولسوء حظي شاهد الصورة عدد من الأصدقاء، وأنا حقا نادمة لا أستطيع النوم جيدا، وهذا يؤرقني جدا، أنا خائفة من أبي أن يشاهد الصورة، أو يفتح الهاتف، أو أن يتكلم أصدقائي عما شاهدوه، أنا بالفعل تبت وأصبحت أصلي وأتقرب إلى الله، ولكني خائفة وأشعر بالخجل من نفسي، فماذا أفعل؟ أتمنى الإجابة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hiji حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك بنتنا الفاضلة التائبة، ونسأل الله أن يهديك إلى الحق، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

إذا كنت قد تبت -وهذا هو المهم في الأمر- فنحن نبشرك بأن التوبة تجب ما قبلها، وأن التائبة من الذنب كمن لا ذنب لها، وما حصل من الخطأ تستطيعين محوه من الآن ومحو الصورة السالبة عند الأصدقاء وعند من يشاهدوا تلك الصور، بأن تظهري الآن التزامك وتوبتك وعودتك إلى الله تبارك وتعالى، فإن الناس سيحكمون عليك بما يشاهدونه عليك في الواقع، وما حصل قطعا أمور لا ترضي الله تبارك وتعالى، ولكن الإنسان لا يملك إلا أن يتوب، وإذا صدقت في التوبة فإن الله يستر عليك ويوفقك، واجعلي دائما همك إرضاء الله تبارك وتعالى، فإن الله إذا رضي عن الإنسان وفقه وسدده وأرضى عنه الناس، فإن الله إذا أحب عبده أو أمته أمر جبريل أن ينادي في السماء إن الله يحب فلانا -أو فلانة- فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يلقى له القبول في الأرض.

ولذلك أرجو أن تجعلي همك إرضاء الله تبارك وتعالى، وإذا صدقت مع الله جاءك الخير، والتوبة النصوح تبدأ بالصدق مع الله، والإخلاص فيها مع الله، والندم فيها على ما حصل، العزم على عدم العودة، الاجتهاد في الحسنات الماحية، والحسنات يذهبن السيئات، بالإضافة للتوقف، وقد توقفت ولله الحمد.

فحافظي على صلاتك، وازدادي من الله قربا، واحرصي دائما على أن تكوني في طاعة الله تعالى، وصادقي الصالحات، وتجنبي تكرار أي خطأ من تلك الأخطاء، فالمؤمنة لا تلدغ من الجحر الواحد مرتين.

نسأل الله أن يتوب علينا وعليك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات