أصبت بضيق تنفس وأصبحت أكره كل شيء وأشعر أنني سأموت!

0 13

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مررت في فترة سابقة باكتئاب دام لبعض الوقت وتجاوزته، وكان يعود وأتجاوزه ذاتيا.

عندي حساسية قوية في الجيوب الأنفية وتزامن ذلك مع غثيان في المعدة، ولا أعلم كيف ارتبط التنفس بالغثيان مما سبب لي انقطاعا في الهواء، وضيقا في الرأس شديد.

هذا الشعور أفقدني إحساسي بأنني بخير، أو من الممكن أن أكون بخير، وأرى الأمور في ضبابية، وسوداء، وأشعر أنني سأموت خصوصا أن لا حل أمامي، ذهبت إلى العيادة فتم قياس الضغط والأكسجين، وعملوا لي تخطيطا وكانت النتيجة سليمة -ولله الحمد-.

الغريب هو الشعور الثقيل الذي يسكنني ولم أستطع تجاوزه، وشعور النفور من كل الناس في العمل والبيت ومواقع التواصل، أكره كل شيء بشكل كبير، حتى وأنا وحدي لا يخف الشعور، ويتزامن ذلك مع شعور الغثيان، مضى علي يومان ولم أعد أستطيع التحمل من شدة الشعور بأنني أريد أن أذهب وأختفي لكن بدون ألم أو شيء، المهم أن أبتعد عن هذا الشعور.

لا أستطيع أن أتقبل أحدا، حتى رسائل الآخرين لم أطلع عليها، وليس لدي شعور بأنني أستطيع، أشعر بأنني لن أشف، أو لن أجد حلا يلازمني على غير العادة، أنا متحطم داخليا، أجلس وأفكر وأسرح بدون نتيجة، وإذا ارتفع الشعور عني لا يتعدى الدقيقتين ثم يعود.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلطان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك دوام الصحة والعافية.

أولا: نقول لك وبلا شك أن هناك علاقة وثيقة بين الأمراض العضوية والحالة النفسية، إذ ما يؤثر عضويا يؤثر نفسيا، والعكس، والذي زاد الأمر تعقيدا في حالتك هو الربط بين ضيق التنفس والموت، وتضخيم الفكرة والانشغال بها، والتركيز عليها بصورة مستمرة، فهذا من شأنه أن يحدث حالة من الكآبة، وكذلك التركيز على آلام المعدة والاعتقاد بأن الأمر لا شفاء منه، فبالرغم من الفحوصات التي أجريتها تؤكد سلامة المعدة إلا أن الغثيان ما زال مستمرا، فالأمر أيضا لا يخلو من الإجهاد النفسي الشديد.

ومناعة الجسم - أيها الفاضل - تتأثر بالحالة النفسية للفرد، فبعض المرضى قد يأخذ العلاج الدوائي الموصوف لحالته الجسدية، ولكن تظل الأعراض كما هي؛ لأن هناك عاملا مهما لم يتم تفعيله بالصورة المطلوبة، وهو جهاز المناعة الذي تأثرت وظيفته بفعل الأفكار السلبية الكارثية التي عششت في الدماغ، فلابد من تغيير هذه الأفكار بأفكار إيجابية، والنظر إلى المرض بأنه ابتلاء وله فوائده، فإذا صبر عليه الشخص وعمل بأسباب الشفاء والدعاء المستمر والتضرع إلى الشافي والكافي والمعافي سبحانه؛ فحتما سيجد من الله سبحانه وتعالى العون والشفاء.

حاول أيضا تغيير نمط وأسلوب حياتك، وابتعد عن الروتين والعزلة، وضع لك أهدافا وبرامج جديدة، واشغل نفسك بها، حتى لا يكون جل تركيزك على صحتك الجسدية، لأن توهم المرض يعد في حد ذاته مرضا، وكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل)، فما علينا إلا أن نعمل بالأسباب، ونتفاءل، ونتوقع حدوث الشفاء في أي وقت إن شاء الله.

ونوصيك أيضا بالاستمرار في الفحوصات؛ لمعرفة التشخيص السليم، فربما تكون الحالة إلى الآن لم تشخص تشخيصا سليما، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات