أشعر بالنفور من زوجي بسبب تغيبه وتنصله من مسؤولياته

0 24

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا امرأة عاملة ومتزوجة منذ 8 سنوات.

مشكلتي هي انعدام الرغبة تجاه زوجي والنفور منه أحيانا، المشكلة أنه بعيد عنا، فلا أشعر معه بالأمان، يغتابني ويسخر مني أمام أهله، لا يساعدني أبدا بأي شكل كان.

أنجبت توأمين عمرهم الآن سبع سنوات، وبنتا، لم يحمل طفلا يبكي، لم يجهز رضعة، والله أعلم بتعب التوأمين والرضاعة الطبيعية معهم، وفوق ذلك لسانه سليط، لماذا البيت غير مرتب؟ ولماذا؟ فقط نقد وتوجيهات.

لا يحاور أبناءه، ونادرا ما يلعب معهم، يغيب عن المنزل للعمل ثلاثة أيام، وباقي الأيام عندما يعود يقضي وقته خارج المنزل، يعود للطعام أو النوم، وإذا جلس في المنزل فهو يشاهد التلفاز أو على الإنترنت فقط.

يعطي هاتفه للأولاد كي لا يسمع لهم صوتا، مع أني حذرته من أثره على الأطفال، بل ويهددهم بأنهم إن أزعجوه فإنه سيغادر!

عندما يرسم أبنائي صورة للعائلة فهم لا يرسمونه فيها، مع أنه طيب، لكنه لا يهتم بي، ولا يهديني شيئا.

كنت أحاول اختلاق الأحاديث معه، وعندما أكرر مناداته يلتفت لي ليتكلم معي، فتوقفت عن محاولة الكلام، وتوقفت عن الجلوس معه.

مرة مرضت وكان أطفالي صغارا، لم أقو على النهوض، ماذا فعل؟ تركني والأطفال يبكون وخرج من المنزل! أشعر أنه غريب عنا، أريد أن أشعر أنه مفيد وله دور في المنزل، لكنه متنصل من كل مسؤولياته، عدا النفقة.

مع العلم أن ضغط العمل والمنزل سببا لي خللا في الهرمونات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا وأختنا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يعينك على ما أنت فيه من الخير، وأن يثبت أجرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

أرجو أن تحشدي ما في زوجك من إيجابيات وتمدحيه بها وتثني عليه، مثل قيامه بالنفقة، وما يستطيع أن يفعله من الأشياء الجميلة حاولي حشدها وشكر الله تبارك وتعالى عليها، ثم بعد ذلك اجعليها مدخلا إلى المطالبة بالمزيد.

نحن بلا شك لا نوافق الزوج على ما ذكر من التقصير، ونبين أن الذي يفعله خطير، ولكن نحب أن نؤكد أن هذا التغيير منك قد يحتاج إلى وقت طويل، ولذلك أرجو أن تتسلحي بالصبر، وأن تنظري إلى الجوانب الإيجابية، وأن تجتهدي في ربط العيال به، وإذا حاولوا أن يرسموه خارج الدائرة فحاولي أن تدخليه، بيني لهم أنه يظل أبا، وأن عليكم أن تحبوه وتتقربوا منه، وأنه هو الذي يأتينا بالدرهم والدينار ويقوم بما عليه.

المهم: من الضروري أن تحسني صورته في أعين أبنائه، وتجتهدي في أن يرتبطوا به رغم تقصيره.

وأيضا في لحظات الصفاء أرجو أن تبيني له أهمية وجوده مع الصغار، وأنهم يحبونه، وأنه قدوة لهم، إلى غير ذلك من الكلام.

وإذا كان لا يلتفت إليك حتى بعد التكرار؛ فأرجو ألا تتوقفي عن المحاورة والكلام معه، لأن بعض الناس ربما تربى على هذا، وربما اعتاد هذا البرود، ولذلك أرجو أن تخترقي هذا الحاجز، واحتسبي أجرك وثوابك عند الله تبارك وتعالى.

نحن لا نؤيد الكلام عنك بالسوء أمام أهله، ولكن هذا لا يضرك، بل هو مزيد حسنات تأتيك، ولا نوافق على المواقف السالبة، كخروجه وتركه للبيت، ونتمنى أن تشجعيه ليتواصل مع الموقع حتى يسمع التوجيهات، فإن بعض الرجال يخطئ، لكنه لا يريد أن يسمع من زوجته، كما أن بعض الرجال كان هناك خلل في تربيته، كان اتكاليا، كان الأب والأم يقومون بكل الأدوار، وهذا يجعل الزوجة تتحمل صعوبات كثيرة.

ولكن نرجو ألا تيأسي، استعيني بالله واصبري، وقومي بما عليك، اجتهدي على أبنائك؛ فأنت الرابحة، حاولي أن تحمليه جزءا من المسؤوليات، شجعي أبناءك على أن يقتربوا منه، حاولي أن تشجعيه ليتواصل هو ليسأل عن دوره أو عن دورك، حتى يجد التوجيهات المباشرة من إخوانه من الرجال.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والثبات والهداية.

مواد ذات صلة

الاستشارات