أصبحت خجولاً وأعتقد أن لدي خوفاً وراثياً، فما نصيحتكم؟

0 12

السؤال

السلام عليكم

حياكم الله، وجزاكم الله خيرا على ما تقدمونه، مشكلتي منذ الصغر لم أتدرج في تحمل المسؤولية، والداي يخافون علينا ولا يريدون أن يتركونا نواجه الحياة، والدي طيب، لكنه يوبخنا أمام الناس، خرجنا أنا وأخواتي دون تعلم أي حرفة، وأنا حاصل على معهد (فوق متوسط)، نعمل مع والدنا في محل تجاري، لكن الآن لم يعد الدخل كما هو، والدي متزوج 4 نساء، ولدي10 إخوة وأخوات.

تثاقلت الديون، لدي خوف أعتقد أنه وراثي، كنت ملتحيا، وخفت وحلقت لحيتي، بمعنى آخر خواف جدا، كنت لا أصافح النساء، من خجلي صرت أصافحهم، أتهرب من العمل، أريد أن أمسك الجوال طوال اليوم، تصفح المواقع دون فائدة، أدمنت النظر للنساء، ولا أستطيع الخلاص.

متزوج ولدي طفلان، ولا أستطيع أن أعمل أي مشروع من ضعفي من ناحية، ووالداي لا يتركونني من ناحية أخرى، يهاجمونني.

أخذت علاجات كثيرة دون أي فائدة مثل: سيرباس 100، لسترال 100، فافرين 200 ، سيمباتكس 60 ، وحاليا أستخدم باروكستين 20 دون أي إفادة، مع العلم أن لدي سرعة قذف شديدة بمجرد الإيلاج.

أرجو الإفادة، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك أخي الفاضل عبر إسلام ويب.

أخي الفاضل: في سؤالك عدة جوانب، الأول: أنه نعم طريقة تربية الوالدين يمكن أن تصوغ شخصية الأبناء، فالذي فهمته من سؤالك: خوف والديك عليك أنت وإخوانك وأخواتك، مما انعكس بما ذكرته من ضعف القدرة على تحمل المسؤولية، وفي هذا الأمر جانبان: الجانب الأول أنك متزوج، وعندك طفلان، فهذا لا شك يشير إلى بعض القدرة على تحمل المسؤولية، فبعد أن قرأت سؤالك أنك لا تتحمل المسؤولية سررت بما قرأت من أنك متزوج ولديك طفلان، فالأمر ليس بالصورة السلبية التي ربما تتكون عند الإنسان الذي يقرأ النصف الأول من السؤال، هذا الأمر الأول.

الأمر الثاني: عبارة لأحد المربين وعلماء النفس يقول فيها (نحن لسنا أسرى ماضينا) بمعنى: نعم ربما أنا ربيت على طريقة معينة لا يعني أن أستمر على هذا الحال، ويمكن أن أغير، وفي حالك: نحن نتحدث عن المبادرة بتحمل المسؤولية.

أخي الفاضل: يفيد أن تركز جهدك على الحصول على عمل أو مهنة، ولو كانت -وهذا الأفضل ربما- غير مهنة الوالد -حفظه الله- وإنما ما ذكرته من صعوبات التجارة والصعوبات المالية لا يدل على صفة سلبية فيك، فالظروف المادية التي تمر بها كثير من البلاد - وخاصة منذ جائحة الكورونا - معروفة للجميع.

ثانيا: أخي الفاضل: استغربت أنك جربت كل هذه الأدوية (سيبرالكس، لوسترال، فافرين، سيمباتكس) وحاليا تأخذ الباروكستين، ولا تجد أي فائدة، أنا لا أدري - أيها الأخ الفاضل - من وصف لك كل هذه الأدوية، فالذي قرأته في سؤالك إنما هي صعوبات تكيف مع ظروف الحياة، وهذا ليس بالضرورة يعالج بالأدوية، وإنما بالإقدام والمبادرة والبحث عن العمل وغيره، ومراقبة السلوك الذاتي، بحيث أن الإنسان يعيش بنمط الحياة التي تريدها وفق تعاليم ربنا سبحانه وتعالى.

وأخيرا: موضوع سرعة القذف التي ذكرت؛ في كثير من الأحيان لا أقول إنها هكذا عندك حيث إنك لم تعطنا مؤشرا، في كثير من الأحيان إنما هي نتيجة ممارسة العادة السرية سواء الآن أو في الماضي، وعلاجها بالتفاهم مع الزوجة بأخذ الوقت في مقدمات الجماع أولا، وثانيا: عندما تشعر باقتراب القذف أن تقف عن الحركة حتى تهدأ الأمور قليلا، وهكذا، مع الوقت ستجد أن القذف قد تأخر عندك مما يريحك، وأيضا يلبي حاجة الزوجة كما علمنا ديننا الحنيف.

أما بالنسبة للأدوية فلن أقرر فيها، فإن كان لديك طبيب، فأرجو أن تبحث معه في ضرورة هذه الأدوية وإمكانية إيقاف الدواء، ولكن يجب أن يكون بشكل متدرج، وأترك هذا القرار للطبيب المعالج، أما إن كنت تأخذ هذه الأدوية دون وصفة طبية، ومن دون مراجعة الطبيب النفسي، فأنصحك أن تحاول التخفيف والتدريج في استعمال الباروكستين، من عشرين إلى عشرة مليجرام لمدة أسبوع، ثم عشرة مليجرام يوما بعد يوم بشكل متسلسل لمدة أسبوعين، على أن توقف هذا الدواء طالما أنك لم تأخذه، طبعا هذا في حال أنك لم تأخذه بوصفة طبيب نفسي.

أدعو الله تعالى لك أن يشرح صدرك، وييسر أمرك، ولا تنسانا - أخي الفاضل - من دعوة صالحة في ظهر الغيب، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات