استخرت الله في شاب ورأيت حلمًا، فما دلالة ذلك؟

0 11

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أعلم بأنكم ستقولون أن عمري صغير ونحو ذلك، لكنني احترت، وعندما اشتدت حيرتي لجأت إلى استخارة الله في الأمر.

تحدثت مع شاب منذ ست سنوات، وحديثنا لم يتطرق إلى الارتباط حينها، كل كلامنا حول الشيء الذي كان سببا في تعارفنا على بعضنا، والذي جمعنا أننا نمارس الرياضة في فريق واحد.

أخبرني الشاب برغبته في التقدم لي، وحينما أخبر أهله قالوا له بأنني صغيرة وطالبة، وهو تخرج من الكلية وموظف، وفرق السن بيننا خمس سنوات وأربعة أشهر، لم يتقدم لي بشكل رسمي، ولكنه ينتظر ردي، استخرت وحلمت بقدوم شاب مع والدته وأخته، وجلس وحده بانتظاري حتى أخرج، وكنت في دورة المياه للاستحمام، وتأخرت كثيرا، فلم يقبل الشاب ذلك وخرج، وحين سألته والدتي إلى أين تذهب؟ قال لدي عمل.

بعدما صحوت من النوم لا أتذكر الحلم بتاتا، وبعد عدة ساعات تذكرته، فما تفسير الحلم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك في عمرك وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

أختنا الكريمة: إننا نحمد الله إليك تدينك، ونحمد الله إليك سؤالك وأنت لا زلت على البر، ونحن وإن كان تخصصنا بعيدا عن تفسير الأحلام، إلا أننا نود الحديث معك فيما ذكرت، ونصيحة نقدمها خالصة لوجه الله، نريد بها سلامتك وسلامة كل مسلمة.

لذا اسمحي لنا أولا أن نؤكد على بعض النقاط الهامة، والتي إن أخذت بها سعدت في الدنيا والآخرة، وإن أهملتها ندمت على ذلك، ونسأل الله ألا يصيبك هذا الندم:

أولا: السن الذي تمرين به هو مفترق الطرق بالنسبة لبقية عمرك كله، ففيه المراهقة التي تجرك جرا إلى ما يخالف تدينك، وفيه الشيطان المتربص بك، والذي يريد أن يملأ هذا الفراغ، وفيه المغريات التي تعبث بعقول وقلوب الشباب، فيه كل هذا وزيادة، وكثير من الناس ينحدر في الطريق ولا ينتبه إلا بعد فوات الأمر حيث الندم، وهناك قلة انتبهوا وعلموا يقينا أن الخير كل الخير في التقيد بالدين، والخير كل الخير في المحافظة على القلب، حتى لا يزيغ، وهنا يكون الفوز والخسارة -أختنا الكريمة-، فمن حافظت على تدينها وما سمحت بفعل ما لا يرضاه الشرع لها، وتمسكت بكتاب ربها وسنة نبيه؛ نجت وفازت وسعدت بقية عمرها.

ثانيا: من الأمور القطعية أن من قدره لله لك زوجا سيأتيك، في الوقت الذي أراده الله تعالى، ومن صرفه الله عنك لن يكون لك ولو اجتمع أهل الأرض صفا واحدا معه، قال -صلى الله عليه وسلم-: (أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء)، وهذا الحديث يدفعك إلى الاطمئنان وعدم الجزع، فما كتبه الله لك سيكون، فأبشري وأملي في الله خيرا.

ثالثا: اعلمي -أختنا- أن قضاء الله خير لك مما أردته لنفسك، وتذكري أن الله يختار لعبده الأصلح والأوفق له، وقد علمنا القرآن أن العبد قد يتمنى الشر وهو لا يدري أن فيه هلكته، وقد يعترض على الخير ولا يعلم أن فيه نجاته، قال تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم}.

رابعا: أصعب مراحل تقلب الأفكار عند الإنسان في الفترة ما بين السادسة عشرة والخامسة والعشرين، هذه الفترة تموج موجا بالتغيرات، فما هو مقبول منك اليوم قد يكون غدا مرفوضا، وما هو فرصة وأمل قد يكون غدا تفاهة، وهكذا تتقلب الحياة بالشباب حسب كثير من المعطيات لا مجال الآن لذكرها.

خامسا: الآن انتبهي لحديثنا -أختنا الكريمة-: كل حديث مع الشاب لا يحل لك شرعا، ولا يجوز التحدث في مثل هذه الأمور بعيدا عن أعين الأهل وفق الأطر الرسمية الشرعية، غير ذلك -أختنا- هو تلاعب الشيطان بك وبتدينك، وخطواته معروفة، يأتي ابتداء ليوهمك بحل المخاطبة مع الشاب أن ليس فيها ما يسوء، حتى يتمكن الشاب من قلبك، وبدء مسلسل الانحدار الذي سقطت فيه كثير من الصالحات -والعياذ بالله-، ولو علمت الفتاة من البداية أن الأصل في الحديث مع الغريب المنع والحرمة إلا لضرورة، لكفاها ذلك وصانها.

سادسا: عليك ابتداء التوقف عن محادثة الشاب، وإن أراد التقدم فالطرق الشرعية متاحة، وهكذا تكونين مصانة الجانب محفوظة الكرامة، ثم إن قدره الله زوجا علم قدرك وعلم مكانتك، وأيقن بعد الزواج أن مثلك أهل للصيانة والحفظ، وإن لم يقدره الله عز وجل، -فالحمد لله- على ذلك، وعسى الله قد ادخر لك من هو خير منه، وفي نفس الوقت كنت محفوظة الكرامة ومصانة.

هذه نصيحتنا لك، ونسأل الله أن يحفظك وان يبارك في عمرك والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات