مريض بالفصام.. فهل من الممكن أن أتبرع بالدم؟

0 16

السؤال

السلام عليكم.

أنا مصاب بمرض الفصام أي (انفصام الشخصية)، وأتناول الدواء المسمى (كيتيابين - quetiapine) وهو دواء مضاد للذهان، وهو من الأدوية اللانموذجية، أي من الجيل الثاني (الجيل الجديد).

سؤالي هو: هل من الممكن أن أتبرع بالدم بصفة عادية، أو لهذه الأدوية المضادة للذهان الموجودة في دمي خطر على الشخص المراد التبرع له؟

شكرا جزيلا لكم، وأسعد الله نهاركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ - كمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في موقعك إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وحقيقة أقول لك: جزاك الله خيرا على حرصك على تبرعك بالدم، هذا أحد الصدقات المهمة والضرورية جدا.

أخي الكريم: بصفة عامة الـ (كويتيابين Quetiapine) دواء سليم، حتى إذا تناوله شخص آخر من خلال تبرعك بالدم فلن يحدث له مكروه أبدا، لكن بما أن هذا الدواء قد يؤدي إلى أعراض مباشرة - كالشعور بالنعاس مثلا - لذا هنالك تحفظ حقيقي في أنه ليس من الصواب أن نعطي لشخص آخر؛ لأنه يحتوي على مادة نعرف أن لديها آثارا جانبية آنية، كحصول النعاس مثلا كما ذكرنا.

فإذا الأمر فيه شيء مما نسميه بـ (الحيرة الأخلاقية) من حيث الممارسة الطبية، ولذا أقول لك - أخي - لا تتبرع بالدم ما دمت على الكويتيابين، وذلك حرصا وتحوطا على الشخص الآخر الذي سوف يعطى له الدم، لكن الأمر في حد ذاته ليست به أي خطورة، بمعنى أن الكويتيابين ليس له آثار وضرر على المدى البعيد على ذاك الشخص، لكن قطعا الكويتيابين موجود في الدم بإفرازاته الأولية وإفرازاته الثانوية، وقطعا سوف يكون له أثر من حيث النوم على الأقل على ذاك الشخص.

فهذا هو الموقف العلمي الصحيح، والتعامل مع هذه الأدوية يتم بصفة منفردة، كل دواء يعامل حسب آثاره الجانبية، لا نقول إن كل مضادات الذهان على الإطلاق تفرز في الدم، مثلا عقار (اريبيبرازول Aripiprazole) بجرعة لا تفوت الـ 15 مليجراما؛ لا مانع أن يتبرع من يتناوله بالدم، لأنه لا يؤدي إلى النعاس، لا يؤدي إلى الشعور بالفتور أو هكذا، لكن دواء مثل الـ (اولانزابن Olanzapine) بجرعة صغيرة كخمسة مليجرامات قد يؤدي إلى آثار جانبية كالنعاس وخلافه، وفي هذه الحالة طبعا يجب ألا يتبرع الشخص الذي تناوله.

أرجع مرة أخرى للكويتيابين وأقول لك: إن الأمر أيضا مرتبط بالجرعة، يعني: شخص يتناول خمسة وعشرين مليجراما يوميا قد لا يكون هنالك أي أثر على الشخص الذي سوف يعطى له الدم، في هذه الحالة يمكن أن يحصل التبرع بالدم، لكن أنت ذكرت أنك تتناول الكويتيابين لعلاج الفصام، وقطعا الجرعة على الأقل هي الجرعة المتوسطة إن لم تكن الكبيرة.

إن شاء الله - يا أخي - أنت مأجور على هذه النية الطيبة، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات