لدي نوبة هلع مع توتر وقولون عصبي، فما العلاج؟

0 12

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من حالة هلع، نتيجة صدمة، وقد زرت أكثر من طبيب أمراض عصبية، والأمر أصبح في حالة سيئة؛ سبب الاضطرابات الناتجة عن الهلع.

لقد زادت نوبة الهلع وأصبحت تأتي من جهة المعدة والقولون العصبي أيضا حالة من التوتر والقلق، والضغط النفسي بدون أي سبب! أشعر دائما بالتوتر والضغط والقلق.

أصبح الأمر: هلعا، وتوترا، وقولونا عصبيا، وفي هذه الأيام أصبحت أصاب برجفة ورعشة وضغط في رأسي أثناء النوم تؤدي أحيانا إلى زيادة معدل ضربات القلب، وموجات تشبه ذبذبات في الجسم كله، فأنا أحتاج إلى إفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: كما تفضلت أن الحالة التي تعاني منها بدأت معك بقلق نفسي، مصحوب بما نسميه بالأعراض النفسوجسدية، أي أن القلق والتوترات النفسية أدت إلى توترات عضلية، أصابت الجهاز الهضمي، ونتج عن ذلك ما يسمى بالقولون العصبي أو العصابي.

القلق - أيها الفاضل الكريم - حين يكون قلقا مطبقا وعاما يؤدي إلى مثل هذه الأعراض، القلق أيضا قد يؤدي إلى الرجفة والرعشة، وقد يؤدي إلى نوع من الانقباض في عضلة فروة الرأس، مما يشعرك بالضغط على رأسك حتى في بدايات النوم.

طبعا تسارع ضربات القلب أيضا ينتج من القلق، خاصة إذا كان قلقا مصحوبا بشيء من المخاوف، أو نوبات الهلع، كما تفضلت، أو حتى الوساوس، والسبب في زيادة ضربات القلب هو زيادة تلقائية لنشاط الجهاز العصبي اللاإرادي، وينتج عن ذلك زيادة في إفراز مادة الأدرينالين، وهذه المادة تؤدي إلى زيادة ضربات القلب، وقد يحس الإنسان بشيء كالموجات أو اللسعات الكهربائية في جسده، هذه كلها ناتجة من القلق التوتري.

هذا هو الوضع - أيها الفاضل الكريم - وأنا أنصحك حقيقة أن تقوم أولا بمقابلة الطبيب - طبيب الأسرة أو طبيب الباطنة - من أجل أن تجري فحوصات طبية عامة.

هذه قاعدة ممتازة جدا، هذا لا يعني أنك تعاني من مرض جسدي أو عضوي، لكن لا بد أن نتأكد من هذه النقطة، تتأكد من مستوى الدم لديك، ومستوى السكر، ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، ومستوى الدهنيات، ووظائف الغدة الدرقية على وجه الخصوص مهمة جدا، فزيادة الإفراز في الغدة الدرقية يؤدي أيضا إلى القلق والتوتر والشعور بالرعشة واضطراب النوم، وخلافه، كذلك فحص فيتامين (د) وفيتامين (ب12) أيضا مطلوب.

هذه هي الأشياء الأساسية، وبعد التأكد من سلامتك الجسدية أقول لك: حاول أن تتجاهل هذا القلق وهذا الهرع، وأن تحسن إدارة وقتك، وتتجنب الفراغ، لأن الفراغ الزمني أو الذهني يوظف القلق توظيفا سلبيا.

أنا دائما أنصح الإخوة القلقين بأن يدركوا إدراكا مطلقا أن القلق طاقة نفسية إيجابية مطلوبة؛ لأنه هو الذي يؤدي إلى تحسين الدافعية لدينا، وهو الذي يؤدي إلى نجاحاتنا، لكن إذا تركنا هذا القلق ليكون قلقا محتقنا ولا نوظفه توظيفا صحيحا هنا تحصل المشكلة.

ممارسة الرياضة هي أحد المنافذ المهمة جدا للاستفادة من القلق، وتوظيفه توظيفا إيجابيا، تطبيق تمارين الاسترخاء مهمة جدا في توظيف القلق توظيفا إيجابيا، ويمكن أن يدربك عليها الطبيب أو يمكن أن تستفيد من أحد البرامج الموجودة على اليوتيوب، أو ترجع لاستشارة خاصة بخصوص هذه التمارين، والتي رقمها (2136015).

هنالك أدوية نفسية ممتازة وجيدة جدا وسليمة، منها عقار يسمى (دوجماتيل) هذا اسمه التجاري، واسمه العلمي (سولبيرايد) وهو ممتاز لعلاج الأعراض النفسوجسدية كأعراض القولون العصبي والتوتر، وجرعة الدوجماتيل هي خمسون مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم تكون خمسين مليجراما صباحا لمدة شهرين، ثم يتم التوقف عن تناوله.

الدواء الآخر وهو دواء جيد ومهم لعلاج القلق والهرع، يسمى (سيبرالكس) واسمه العلمي (اسيتالوبرام) جرعته هي أن تبدأ بنصف حبة - أي خمسة مليجرام - يوميا لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها حبة واحدة (عشرة مليجرام) يوميا لمدة أربعة أشهر، ثم خمسة مليجرامات يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرامات يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم يتم التوقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات