هل صحيح أن نوبات الهلع لا علاج لها؟

0 9

السؤال

أعاني من اضطرابات الهلع منذ عامين، تناولت خلالها باروكستين ودوجماتيل، وحين توقفت عن العلاج تأتيني بعض النوبات، ذهبت إلى طبيب آخر، أفادني بأنه لا علاج لها، فهل هذا صحيح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في استشارات إسلام ويب.

بالطبع أنا أنفي وبصورة قاطعة ما ذكره لك الأخ الطبيب -وذلك مع احترامي وتقديري له- كيف لا يكون لها علاج وأنت قد عالجتها وكانت استجابتك للدواء ممتازة جدا، فهذا يعني أنها تعالج وتعالج بصورة فاعلة جدا، فقط المطلوب منك هو بجانب العلاج الدوائي أن تتدرب على بعض العلاجات النفسية والسلوكية، ومن أهمها التدرب على تمارين الاسترخاء، نفس الطبيب يمكن أن يحولك إلى الأخصائي النفسي ليقوم بتدريبك على تمارين التنفس المتدرجة، وكذلك تمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها، وإن لم يكن ذلك ممكنا فتوجد برامج ممتازة جدا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين بصورة صحيحة، كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) فيها توجيهات وإرشادات أحسب أنها مفيدة جدا لمن يطبقها، فيمكنك الرجوع إلى هذه الاستشارة أخي الكريم.

ومن المهم جدا ألا تكتم، وأن تعبر عن نفسك؛ لأن نوبات الهلع - والذي هو نوع من القلق النفسي الحاد - كثيرا ما تكون ناتجة عن الاحتقانات النفسية الداخلية، ومن المعلوم أن النفس تحتقن كما يحتقن الأنف، لذا نقول للناس: عبروا عن أنفسكم، وتجنبوا الكتمان، والإنسان طبعا حين يعبر عن نفسه أولا بأول وفي حدود الذوق، وما هو مقبول اجتماعيا، هنا يحدث نوعا من التنفيس الداخلي النفسي الوجداني، وهذا حقيقة يساعد في إزالة القلق والمخاوف، وكذلك نوبات الهلع.

ممارسة الرياضة بانتظام أيضا علاج مهم جدا، فلا تتوقف عنه، أن تحرص على التواصل الاجتماعي، أن تحرص على القيام بالواجبات الاجتماعية، مثل تفقد الأرحام، زيارة الأصدقاء، زيارة المرضى، تفقد الجيران، تقديم واجبات العزاء، المشي في الجنائز، الذهاب إلى الدعوات كحفلات العرس مثلا ... هذه كلها نوع من المواجهات الاجتماعية الإيجابية جدا التي تقوي شخصية الإنسان وتجهض تماما أي نوبات هلع أو هرع.

فاجعل نفسك في هذا النطاق العلاجي، والـ (باروكستين) دواء ممتاز جدا، فيمكنك أن تبدأ في تناوله مرة أخرى، حتى تصل إلى الجرعة التي تقطع منك هذه النوبات تماما، وبعد انقطاع الأعراض تماما استمر على الدواء لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عنه تدريجيا.

واستعمل الـ (دوجماتيل) أيضا للفترة العلاجية الأولى، يعني من شهرين إلى ثلاثة، ثم توقف عنه، واستمر على الباروكستين كما هو مقرر، والتوقف عن الباروكستين لا بد أن يكون متدرجا، وأنا متأكد أنك بعد أن تتوقف عن العلاج الدوائي -إذا طبقت ما ذكرته لك من إرشاد- سوف يكون سببا رئيسيا في إزالة نوبات الهلع هذه ومنع الانتكاسات والهفوات المرضية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات