عندي تبلد في المشاعر وضعف في التركيز.. هل هو بداية انفصام؟

0 16

السؤال

السلام عليكم

أنا عمري 18 سنة، ومصابة بالقلق العام والوسواس القهري، ذهبت للطبيب ووصف لي سيترال وقد استفدت من العلاج، لكن سرعان ما سبب لي تبلدا شديدا بالمشاعر وفقدان الإحساس بنفسي والمحيط حولي، وأحيانا أشعر أنني فارغة تماما، وغير مندمجة مع من حولي، أزعجني هذا الشعور جدا لدرجة أن أحد أقربائي توفاه الله ولم أحزن، وعانيت في الثانوية العامة بسبب التبلد وعدم إحساسي بأن الامتحانات اقتربت، وعندما أوقفه تعود لي المشاعر قليلا جدا، لكنني أشعر بانتكاسة وأعود للدواء وهكذا.

سؤالي: ما هي الأدوية التي يكون أثرها قليلا على المشاعر، ولا تساهم في تبلد المشاعر؟ وتساعد في عودة المشاعر والإحساس بالواقع.

قرأت في إحدى استشاراتكم أن الفالدوكسان يمكن أن يفي بالغرض، وكنت أفكر بتناول البروزاك، مع العلم أنني أعاني من الانسحاب الاجتماعي والانعزال منذ 3 سنوات، وعدم القدرة على الاندماج مع المحيط حولي، حيث إننى أفقد الحديث تماما عندما أكون مع زملائي، حيث إن هذه الأعراض حدثت بعد صدمة نفسية قبل 3 سنوات والتبلد زاد عندي من المشكلة، هل يمكن أن يكون عندي بداية فصام؟ أو اضطراب الأنية، وهل المعالج النفسي يمكن أن يساعدني في حل مشكلة المشاعر؟ حيث إنني أفقد التواصل تماما مع المحيط الذي حولي، والموضوع أزعجني، فأنا أشعر أن حياتي متوقفة وأواجه صعوبة في الدراسة والتركيز.

شكرا وأعتذر على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك بنيتي عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، والذي فيه معلومات واضحة تعيننا على الإجابة المناسبة.

بنيتي: كما ذكرت يبدو أنه شخص أن عندك حالة من القلق والوسواس القهري، وجيد أنك ذهبت إلى الطبيب، وجيد أنه وصف الـ (لوستيرال)، والذي استفدت منه، إلا أنك عانيت من شيء من تبلد المشاعر وفقدان الإحساس بنفسك والمحيط، وهذا ربما له أكثر من سبب، فقد يكون بسبب القلق العام الذي يمكن أن يترافق بهذا التبلد بالمشاعر، وربما أن يكون أيضا بسبب مضاد الاكتئاب، فبعضها يمكن أن تحدث مثل هذا، وهذا – كما ذكرت – مزعج لك، ويؤثر في حياتك.

الأمر الآخر: ليس كل مضادات الاكتئاب تفعل هذا، ولكن ليس هناك طريقة واحدة لمعرفة أي دواء هو الأنسب إلا طريق المحاولة والتجريب، فكما ذكرت ربما يفيد تغيير الدواء، وأن يصف لك الطبيب المعالج دواء الـ (بروزاك) عشرين مليجراما، وربما قد يحتاج أن يزيد الجرعة بناء على درجة الاستجابة، وعدم شدة الأعراض الجانبية.

والأمر الثالث: ما تعانين منه من الانسحاب الاجتماعي والانعزال منذ ثلاث سنوات بسبب صدمة نفسية مررت فيها، نفس دواء البروزاك الذي يعين في قضية القلق والوسوس القهري، سيعينك أيضا على تجاوز هذا الانسحاب الاجتماعي والانعزال.

سألت إن كان هذا يمكن أن يكون بداية للفصام؟ .. لا، لا أرجح هذا، فليس عندك ما يشير في هذا الاتجاه، فاطمئني من هذه الناحية.

وسؤالك هل المعالج النفسي يمكن أن يساعد؟ .. نعم دوما جلسات العلاج النفسي وخاصة العلاج المعرفي السلوكي تكون له فوائد كثيرة، سواء مع الدواء أو حتى من دون العلاج الدوائي.

نصيحتي لك أن تبدئي الآن بتغيير الدواء إلى البروزاك، وإذا شعرت لاحقا أنك في حاجة إلى هذه الجلسات النفسية، وخاصة ما أشرت إليه من موضوع الصدمة النفسية، فربما يكون هناك أيضا ما يحتاج إلى أن يعالج في قضية هذه الصدمة.

بعون الله تعالى ما ذكرته لك سيكون معينا لك على تجاوز هذه المرحلة، لتستعيدي حياتك ونشاطك، مما يعينك بإذن الله على متابعة دراستك، وأدعو الله تعالى أن يجعلك من المتفوقات، وأن يكتب لك الصحة والعافية في أقرب وقت، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات