أفكار متكررة حول عدم قدرتي الخروج من المنزل.. هل هي حقيقية؟

0 15

السؤال

السلام عليكم.

أعاني مشكلة تأتيني كل يوم وكل ساعة، تقول لي: لا تستطيع الخروج من المنزل، سوف تبقى طوال حياتك في منزلك، ولا تستطيع العمل، ولا تستطيع حمل المسؤولية، سوف تموت في أقرب وقت، إذا خرجت ستصاب بعدم السيطرة وستقع أمام الناس.

الحقيقة: أني أخرج كل يوم وأذهب إلى المساجد، أقول في نفسي أين أنت؟ أنا الآن خارج المنزل، لماذا لا يأتي لي قلق وتوتر.

أمر غريب جدا، أحس أن الفكرة حقيقة جدا، اأرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

هذا الذي يحدث لك هو نوع من الوسواس الافتراضي، وأنت لا تحس بالقلق والتوتر؛ لأنه –كما تفضلت– ظل معك منذ فترة، فقدت ما نسميه بدفاع المقاومة، والذي يتمثل في وجود طاقات قلق شديدة حين تأتي مثل هذه الأفكار للإنسان.

أيها الفاضل الكريم: الحمد لله تعالى أنت تذهب للمسجد، وتخرج من البيت، وتطبق ما هو ضد هذه الوساوس، وهذا في حد ذاته أمر جميل، بقي عليك أن تحقرها، ألا تناقشها، وأن تصرف انتباهك عنها، وقل: (لا، أنا أستطيع أن أخرج، أنا أستطيع أن أعمل، أنا أستطيع أن أقوم بأي شيء أريده بإذن الله تعالى، والموت حق، ولن تموت نفس إلا بعد أن تستوفي رزقها ...) وهكذا، تقوم ببناء أفكار جديدة تخالف الفكر السالب، وفي ذات الوقت تعضد لديك المفاهيم الفكرية الجديدة، وفي ذات الوقت لا تحاور الأفكار الوسواسية، تحقرها، وترد عليها من خلال ما ذكرته لك من أفكار مضادة تماما للوسواس.

أيها الفاضل الكريم: الوساوس الفكرية تحتاج أيضا لعلاج دوائي، لأنه يعتقد أنها مرتبطة ببعض التغيرات في كيمياء الدماغ، وأنا سوف أصف لك دواء بسيطا، دواء سليما جدا، وفاعلا جدا -إن شاء الله تعالى- يساعدك في القضاء على هذه الأفكار.

الدواء يعرف باسم (فافرين Faverin)، هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي (فلوفوكسامين Fluvoxamine)، تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجراما ليلا لمدة عشرة أيام، ثم تجعل الجرعة مائة مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم تجعلها مائتي مليجرام ليلا لمدة شهرين، ثم مائة مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

كما ذكرت لك الفافرين دواء مضاد للوساوس، وفي ذات الوقت لا يسبب الإدمان، ولا يسبب أي آثار سلبية إن شاء الله تعالى.

هذه الأفكار إن شاء الله تعالى سوف تنتهي تماما، عليك بتحقيرها وتجاهلها، والإتيان بما هو ضد لها، وبصفة عامة يجب أن تحسن إدارة وقتك، وتتخلص من الفراغ، ويكون لك برامج وأنشطة يومية توصلك لأهدافك في الحياة إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات