زوجتي لا تريد التعامل مع أمي بعد المشكلة التي وقعت بينهما

0 8

السؤال

‏‏السلام عليكم.

أنا متزوج منذ ١٥ سنة، قضيت معظمها مغتربا عن موطني، لكن المشكلة بدأت بعد عودتي للإقامة في وطني، حيث زاد معدل الاحتكاك بين أمي وزوجتي، منذ حوالي ٥ سنوات حدثت مشكلة واحتكاك بسيط بينهما، ورأيي الشخصي أن الموضوع كان بسيطا، وإن كانت أمي من أحمله الجانب الأكبر من المشكلة.

حاولت أنا وزوجتي التقرب منها أكثر من مرة خلال الأسابيع التالية للمشكلة، إلا أنها رفضت تماما، وهددتني بالغضب علي إذا لم أجبر زوجتي على الاعتذار، لم يتمكن أي طرف خارجي من حل المشكلة من أخواتي وأخوالي، وكانت نصيحتهم بأن لا حل إلا بأن تتنازل زوجتي عن كبريائها وتعتذر لأمي، فعلت زوجتي ذلك واعتذرت لأمي، رغم اقتناعها التام بأنها لم تخطئ في شيء، لكنها منذ ذلك الحين وضعت الكثير من الحدود بينها وبين أمي، وأصبح التعامل رسميا جدا.

زوجتي تتعامل في حدود الكياسة حاليا مع أمي، لكنها ترفض أي احتكاك زائد، وتتردد كثيرا اذا اقتضت الضرورة لقاء مع أمي، لا أعلم ماذا أفعل لأقنع زوجتي بالعودة للتعامل الطبيعي مع أمي؟! يصيبني الهم دوما عند وجود ما يدعو للقاء بينهما، لما سأسمعه من كلام يصيبني بالضيق من زوجتي.

حاولت مرارا نصحها بالتغاضي والصبر على أي مشكلة واحتساب ذلك عند الله، لكنها تصر على أن بر أمي هو فرض علي أنا، وأنها غير ملزمة ببرها.

من جانبي أنا أبر أهلها ومواظب على اللقاء معهم، لكن زوجتي تقول: إن هذا فضل مني، وأنها غير ملزمة بالمثل مع أهلي.

انصحوني وانصحوها بالله عليكم، لتتمكن من التعامل بصبر مع أمي وعدم قطيعتها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

نشكر لك أولا: إنصافك لزوجتك وحرصك على حصول المحبة والود والوئام بين أفراد الأسرة، ونسأل الله تعالى أن يكلل جهودك بالتوفيق والنجاح، وأن تفشو المودة والمحبة بين أفراد أسرتك.

ومما لا شك فيه -أيها الحبيب- أن بر الزوجة بأم زوجها ليس مما فرضه الله تعالى عليها، وهذا ما تقوله زوجتك، ولكن ينبغي أن تذكر زوجتك بالأسلوب الحسن والرفق واللين، أنها إذا صبرت واحتسبت فإن ذلك من المعروف والإحسان الذي تقدمه لزوجها، والله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر المحسنين، وأن تواضعها لا يضيع، فـ (ما تواضع عبد إلا رفعه الله) كما أخبر بذلك الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وتذكرها بأن المؤمن الذي يصبر على الناس ويخالطهم أحب عند الله من الذي يبتعد عنهم بسبب إيذائهم، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم).

كما أن الحياة الأسرية تقتضي أن تكون الصلات بين أفرادها قوية، فالأبناء والبنات يتأثرون إيجابا إذا كانت علاقات الود قائمة بين أمهم وأجدادهم وجداتهم، وهذا يعود في المستقبل على هذه الأم بعوائد الخير الكثيرة، فإن الأبناء يكونون أكثر برا، وتنالهم دعوات أجدادهم وجداتهم، ويتأثرون بمظاهر الرحمة والود والشفقة التي يرونها.

فبيان هذه الحقائق للزوجة وتذكيرها بها من شأنه -إن شاء الله تعالى- أن يثبتها ويدفعها نحو الصبر والاحتساب، والقيام بالشيء الذي لا يجب عليها شرعا.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتولى عونكم على الخير، وييسره لكم، ويديم الألفة والمودة بينكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات