هل القلق يسبب القولون العصبي وتشنج عضلات الفخذ الأيسر؟

0 11

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أشكر لكم المجهود العظيم، وهذا العمل الكبير الذي ينفع المسلمين، وعاد علي شخصيا بالنفع في استشارات دينية وعلاجية وحياتية سابقة.

كانت حياتي عادية -والحمد لله- إلى عام 2020، كما أنني من المصلين -بفضل الله-، وأهتم بحفظ القرآن، وحريص كل الحرص أن أتجنب أي شبهة في المال الذي أكسبه.

إلى أن أنعم الله علي وانتقلت لعمل جديد، ولكن سرعان ما وجدت أن بيئة العمل غير صحية؛ بسبب النميمة والضغط النفسي؛ مما سبب لي أعراضا نفسية كالوسواس القهري والقلق، ولم تظهر علي أي أعراض جسدية، حتى تابعت مع طبيب وأعطاني العلاج، وتعافيت -بفضل الله-.

ولكن بعد إصابتي بنوبات القلق ظهر لدي ألم في الكتف الأيسر، مع تشنج في الفخذ الأيسر أيضا، واضطراب وتشنج في القولون -أعاذكم الله-.

أتمنى إرشادي ماذا علي أن أفعل؟

وأشكر لكم سعة صدوركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في موقع استشارات إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

القلق النفسي شائع جدا على المستوى المرضي، والقلق النفسي العادي نعتبره طاقة مطلوبة؛ لأن الذي لا يقلق لا ينجح، فالقلق في حد ذاته لابد أن يكون هنالك جزء صحي منه موجود لدى أي إنسان، مثل الخوف، فالذي لا يخاف لا يحمي نفسه، والذي لا يوسوس لا ينضبط، والذي لا يكتئب لا يجرب الفرح -أخي الكريم-. هذه قد تكون مقولات نفسية ليست بعيدة عن الصواب.

الحمد لله تعالى أنت أمورك طيبة -ما شاء الله- من الناحية السلوكية والاجتماعية والإسلامية، أستطيع أن أقول أنك تتمتع بأعلى درجات التأهيل -ولله الحمد والشكر- على ذلك، فأرجو أن تسير على هذا المنوال.

بقي أن أقول لك أن ألم الكتف الأيسر والتشنج في الفخذ واضطراب القولون: هذا طبعا دليل على وجود القلق أيضا، والقلق قد ينتهي في ظاهره النفسي، لكنه يظل قلقا مقنعا داخليا، وبما يحتويه من توتر يتحول إلى توترات عضلية، وأكثر العضلات التي تتوتر هي عضلات القولون، لذا يحدث لبعض الناس ما يسمى بالقولون العصابي، والذي تعارف الناس أن يسمونه بالعصبي، لكن الكلمة الصحيحة هي (العصابي).

الألم في الكتف الأيسر - أخي الكريم - بما أن الناس تتخوف كثيرا من أمراض القلب، ويعرف أن الذبحات القلبية ربما تكون أحد أعراضها الألم في الكتف الأيسر، أو في اليد اليسرى، لذا تماهى عند الناس هذا العرض مع الأمراض القلبية، لكنه طبعا في حالتك نفسي ولا شك في ذلك.

والتشنج في الفخذ الأيسر أيضا قطعا هو نوع من الانقباضات العضلية التوترية، أي الناتجة من القلق النفسي.

الذي أريده منك – أخي الكريم – هو أن تدخل في برنامج رياضي، برنامج رياضي ملزم، أي نوع من الرياضة التي تستطيع أدائها، يا حبذا ولو بمعدل ساعة يوميا، أو على الأقل أربع مرات في الأسبوع، فالرياضة سوف تفيدك كثيرا.

والأمر الآخر هو: يجب أن تتجنب النوم النهاري، وتتجنب السهر في ذات الوقت، هذا أيضا ضروري جدا، النوم الليلي المبكر، تجنب السهر، هذه كلها تطور الصحة النفسية والجسدية عند الإنسان.

احرص طبعا ألا يزيد وزنك، واحرص على الناحية الغذائية، وكن شخصا حريصا على صلاتك الاجتماعية، والقيام بواجباتك الاجتماعية، والدينية، وطور نفسك على مستوى المهنة، هذا إن شاء الله يصرف عنك أي نوع من القلق السلبي المحتقن.

بقي أن أقول لك: أنه لا مانع أن أصف لك دواء بسيطا جدا، يساعد كثيرا في علاج تشنجات القولون وبقية التوترات العضلية الأخرى الناتجة من القلق المقنع:

الدواء يعرف باسم (سولبيريد Sulpiride) واسمه التجاري (دوجماتيل Dogmatil) وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة، وهي جرعة سليمة جدا، تتناوله بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما صباحا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.

ويا أخي: تمارين الاسترخاء أيضا مهمة جدا، إذا وجدت أخصائيا نفسيا يدربك عليها فهذا أمر طيب، وإن لم تجد فإسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، كما أنه توجد -والحمد لله تعالى- برامج كثيرة جدا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين الاسترخائية المفيدة جدا، خاصة تمارين التنفس المتدرجة، وتمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك كثيرا على ثقتك في استشارات إسلام ويب، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات