كيف أتخلص من كثرة لوم نفسي والشعور بالذنب؟

0 14

السؤال

السلام عليكم.

أحس دائما بأني مقصرة في حق الله مهما عملت، ولو وقعت في ذنب دائما ألوم نفسي، وكأنه آخر الدنيا، ليس لي صحبة صالحة، وأي شيء أقوم به لا بد أن ألوم نفسي، صرت آكل نفسي من الداخل، من كثرة اللوم والعتاب، فهل الإكثار من لوم النفس يكفر الذنوب، أم أنه مرض نفسي؟ وهذا الذي يريد الشيطان أن يوصلني إليه، بحكم أني لا أخرج ولا أجلس مع أهلي، وأقضي معظم الوقت لوحدي، فكيف أتخلص من لوم النفس ووجع القلب عندما أقع في أي ذنب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك العمل الصالح، والقول الصالح، والنفس المطمئنة.

أولا: اتهام النفس بالتقصير دليل عافية، ولومها على المعصية دليل خير، فلا تقلقي، ولا يجب أن يضطرب فؤادك، المهم أن لا يخرج اللوم عن دائرة الاعتدال، وسنفصل بعد قليل.

ثانيا: النفس لها ثلاث صفات تتقلب فيها، فهي أحيانا تكون أمارة بالسوء، وتكون مطمئنة تأمر بالخير، وتكون لوامة: أي تلوم صاحبها على فعل الذنب، وكل ذلك مذكور في القرآن، قال تعالى: ( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء)، وقال تعالى: (لا أقسم بيوم القيامة * ولا أقسم بالنفس اللوامة)، وقال: (يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي).

وعليه فالنفس التي تلوم صاحبها على التقصير في الطاعة أو فعل المعصية هذا خير، وتلك النفس بهذا الاعتبار ممدوحة.

ثالثا: قلنا يجب ألا يخرج هذا اللوم عن دائرة الاعتدال، وحد الاعتدال: أن يدفعك اللوم إلى مزيد من العمل أو الثبات على الخير، وتجاوز الاعتدال: أن يدفعك إلى التكاسل عن الطاعة أو استمراء المعصية.

رابعا: أختنا الكريمة: لابد أن نذكر لك أن أحد الأسباب التي تجعل دائرة اللوم تتسع عندك:

1- كثرة أوقات الفراغ.
2- الخلوة الكثيرة.
3- ضعف الحياة الاجتماعية.

وإننا ندعوك إلى الانخراط في مجتمعك، أو على الأقل في بيئتك الآمنة (أخواتك ووالدتك)، والبحث عن بعض الأخوات الصالحات ولو من عائلتك كمرحلة أولى؛ فإن هذا معين لك على الطاعة.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات