زوجي خانني في بيتي، وليس لدي دليل، فماذا أفعل؟

0 14

السؤال

السلام عليكم.

تزوجت زواجا تقليديا برجل يحترمني وأحترمه، ورزقنا الله بطفلة، وقبل أن تكمل ابنتي سنة، حملت مرة أخرى، وكان حملا صعبا، مليئا بالأزمات الصحية، ولد ابني -الحمد لله-، وأكملت النفاس في بيت أهلي.

عدت لبيتي لأتفاجئ بخيانة زوجي، ليس لدي دليل، لكني متأكدة من خيانته لي في بيتي، انصحوني، كيف أتعامل معه؟ لأني أشعر بالقهر والخيبة، خاصة أني كنت حاملا ومريضة، ولم أقصر معه يوما، وبشهادته، مع العلم عندما واجهته نفى وبشدة، وبكى كثيرا، أظنه ندم، ولكني لم أعد أثق فيه، وأراه دائما خائنا وسيخون.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.

نشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يبارك لك في أسرتك (أبنائك وبناتك)، وأن يديم الألفة والمودة والمحبة بينك وبين زوجك.

ونود أن نذكرك أولا -ابنتنا الكريمة-: بأهمية التفكر في نعم الله تعالى عليك؛ فإن النظر في نعم الله تعالى يبعث النفس على الفرح بفضل الله تعالى، والتفاؤل بما هو أفضل، وهذا كله يكون سببا في سعادة الإنسان في حياته العاجلة، كما يكون سببا أيضا لزيادة نعم الله تعالى عليه، وأنت قد أنعم الله عز وجل عليك بالزواج، وهذه نعمة كبيرة تتمناها مئات الآلاف من النساء إن لم تكن الملايين من النساء، ومن عليك ثانية بأن رزقك رجلا يحترمك، وبينكما من المحبة وتبادل العشرة الطيبة ما هو ظاهر وواضح في كلامك، وهذه نعمة أيضا تفتقدها كثير من النساء المتزوجات، كما أنعم عليك سبحانه وتعالى ثالثة بالذرية، إلى غير ذلك من نعم الله تعالى عليك الكثيرة التي تحيط بك، وتعيشين مغمورة في وسطها.

فتذكرك لهذا كله يبعثك على التفاؤل والنظر إلى مستقبل الحياة بظن حسن، وأن الله سبحانه وتعالى سيسوق لك الخيرات في مستقبل أيامك، كما أحسن إليك فيما مضى من زمانك.

وأما ما ذكرتيه عن زوجك، وظنك فيه الظن السوء، أنه وقع في خيانة، وارتكب الفاحشة، فهذه ظنون، لا يجوز لك أن تسيري وراءها، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم}، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث)، والأصل في المسلم البراءة من المعايب والذنوب حتى يثبت على خلاف ذلك، ولا ينبغي للإنسان أن يفتش وينقب عما خفي عليه، وقد أرشد الله سبحانه وتعالى عباده إلى ترك السؤال عما لو ظهر لأساء للسائل، فقال: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}، فهذا المبدأ القرآني والتعليم الإلهي أنه ما دام الشيء مستورا عنك أيها الإنسان، ولو ظهر لسائك ظهوره، لا ينبغي أن تفتش عنه وتنقب عنه.

وفي خصوص تتبع عورات المسلمين ومعايبهم: قد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما ينهى عنه، وهذا كله فيه حفاظ على مشاعر هذا الإنسان نفسه الذي يبحث وينقب، فإنك أنت الآن لو قدر أنك اطلعت على شيء تكرهينه، ربما تكدرت عليك حياتك كلها، فالخير كل الخير في أن تتركي ما خفي عنك، ولا تفتشي فيه، واعلمي كل العلم بأن الشيطان يحرص كل الحرص على هدم هذه الأسرة بعد بنائها، وأقصى ما يتمناه أن يفرق بين الرجل وبين زوجته، ومن ثم فإنه يحاول أن ينفث في قلبك كل الشكوك والشبهات، وينفث فيه أنواعا من السموم، يريد بها الشر والإيقاع بينك وبين زوجك، فلا تعطي الشيطان فرصة للتفريق بينك وبين زوجك، وإحداث البغضاء والنفور.

أحسني الظن بزوجك، وعامليه بالإحسان والمعروف، وحاولي أن تحصنيه من الوقوع في المحرمات قبل أن يقع فيها، فخذي بالأسباب التي تعينه ليبتعد عن المحرمات، ومن هذه الأسباب حسن التبعل له، والتجمل، ليغتني بك عن غيرك، فإن من صفات المرأة المسلمة أنها إذا نظر إليها زوجها سرته، ومن ذلك أن تغنيه أيضا بالعواطف، وبالكلمات الجميلة، وكلمات الحب، ونحو ذلك حتى لا يلتفت إلى غيرك، ومن ذلك أيضا تقوية الجانب الإيماني لديه، بوعظه وتذكيره بالله، وإسماعه للمواعظ، وربط العلاقات مع الأسر المتدينة، حتى يجد رجالا يتأثر بهم، فإذا قوي إيمانه فإن ذلك -بإذن الله- يعصمه من الوقوع في المحرمات.

نسأل الله تعالى أن يجعلك مفتاحا للخير، مغلاقا للشر.

مواد ذات صلة

الاستشارات