العلاقة بيني وبين زوجي نادرة، وأخاف الوقوع في الخطأ

0 16

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوجة منذ تسع سنوات، وزوجي لا يعاشرني إلا نادرا، ومرت الآن سنة ولم تقع أية علاقة زوجية بيننا، فما حكم الشرع؟

وخصوصا أنه يقول: إنه لا ينظر إلي كامرأة، أرجو الإجابة؛ لأنني لم أعد أحتمل، ولا أريد أن أقع في الفاحشة.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لبنى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن نتفهم -أيتها الأخت العزيزة- ما تعيشينه من معاناة نفسية بسبب إهمال زوجك، وعدم قيامه بما يجب عليه من المعاشرة بالمعروف، وأداء الحقوق للزوجة، ولكن نصيحتنا لك: أن تبحثي عن الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع الذي تعيشينه، فمعرفة الأسباب جزء مهم في العلاج، وقسط كبير من الحل، وإذا تيسر لك معرفة هذه الأسباب فينبغي لك أن تعيشي بعد ذلك مرحلة الأخذ بمعالجة هذه الأسباب، فإن أقدار الله تعالى يدفع بعضها بعضا.

ولذا نحن ننصحك ابتداء: بفعل ما ينبغي أن تفعله أي امرأة تريد جذب زوجها إليها، ومن ذلك حسن التبعل والتجمل والتزين للزوج، فإن ذلك مما يلفت انتباهه إليها، والنفوس مجبولة على حب الجمال، وجمال كل شيء بحسبه وقدره، ولكنك مطالبة بأن تتجملي لزوجك بقدر الاستطاعة، وأن تبحثي عما يكرهه من الأحوال والأوضاع والصفات فتتجنبي ذلك، وتبحثي عما يحبه فتفعلينه.

ومن الأسباب أيضا: أن تصارحي زوجك في حديث هادئ عن الأسباب التي تصرفه عنك، وما يحب أن يراك عليه، ومن الأسباب أيضا: أن تلجئي إلى الله سبحانه وتعالى وتسأليه أن يصلح ما بينك وبين زوجك.

ولا نريد أن ندخل عليك أنواعا من الهموم، أو نفتح لك بابا من الوساوس والقلق إذا قلنا لك إنه ينبغي أن تستعملي الرقية الشرعية، ولكن نقول ذلك -أيتها البنت الكريمة والأخت العزيزة-: لأن الرقية الشرعية ما هي إلا دعاء وذكر، فإذا فعلتها فإنها تنفع -بإذن الله تعالى-، سواء كان نزل بك مكروه وحصل أو لم يحصل، فننصحك باستعمال الرقية الشرعية، بأن تقرئي على نفسك شيئا من القرآن الكريم، سورة الفاتحة، وأوائل سورة البقرة، والآيتين الأخيرتين منها، وآية الكرسي، والمعوذتين، (قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس) و(قل هو الله أحد)، تقرئين في كفيك وتنفثين -يعني تخرجين قليلا من الريق مع الهواء- وتمسحين جسدك، وتداومين على ذلك وتكثرين منه.

هذا كله من باب الأخذ بالأسباب التي تدفع هذا القدر الذي وقعت فيه، ولكن إذا لم يتغير الحال، وخشيت على نفسك عدم الصبر، وربما جر ذلك الوقوع في معصية الله تعالى؛ فإنه يجوز لك في هذه الحال أن تطلبي الطلاق، إذا كنت تتوقعين أنك ستتزوجين فيما لو فارقت هذا الرجل، فإن هذا الوضع الذي أنت فيه إذا استمر من مبررات، ومن مسوغات طلب الطلاق.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات