كيف أعود شخصاً محبوباً كما كنت في السابق؟

0 15

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 16 سنة، أشعر بأن الكل يكرهني، ولا أدري ما السبب؟ فالكل من حولي يكون عدوانيا معي بدون أسباب، بعكس السابق، فقد كنت محبوبا بين الناس، ولكن فجأة تغير حالي وأصبحت لا أطاق من أحد!

أشعر بأن شخصيتي سيئة جدا، ومملة، ولا أعرف كيف أتكلم مع الغير، وجسمي ليس جميلا، وكأنني طفل، حتى أصدقائي القدامى لم يعودوا يطيقونني، وتدنى مستواي الدراسي، وأصبحت انطوائيا أكره نفسي، فما نصيحتكم لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Aead حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك –بني– عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، وهذه التفاصيل.

بني: واضح أنك تعاني من كل هذه الأمور التي ذكرتها في سؤالك، وهو يصب في ملاحظتك أن الأمور قد تغيرت، سواء في داخلك أو في علاقاتك مع الناس من حولك، وتشعر بأن الناس بدأوا يتجنبونك لعدم ارتياحهم لك.

بني: أنت في سن السادسة عشرة، أي ما زلت في مرحلة المراهقة، وخاصة على البعد النفسي والاجتماعي، أي أنك في مرحلة التغيرات الكثيرة النفسية والاجتماعية، والتي قد تستمر لبعض الوقت، حتى تصل إلى مرحلة تقف فيها على قدميك في المجتمع بشخصيتك الواضحة المعالم، وبالتالي تتضح طبيعة علاقتك مع نفسك ومع من حولك.

بني: هذه المرحلة يمر بها الكثير من المراهقين، حتى يستقر معهم الحال بشكل معين.

الأمر الأهم في هذه المرحلة ألا تفقد ثقتك في نفسك، وإنما تدرك أنك الآن في مرحلة تغيرات وتبدلات، وبالتالي ترفق بنفسك، فإذا شعرت بشيء من ضعف الثقة في نفسك فذكر نفسك بأن هذه مرحلة مؤقتة، وستمر -بإذن الله سبحانه وتعالى-، مكتشفا إمكاناتك وطاقاتك التي ستقرب الناس منك، وتشجعهم على التعامل معك.

إذا المهم في هذه المرحلة ألا تفقد الأمل، وألا تفقد الثقة في نفسك، وإنما أنت في مرحلة التطور، وأي تطور لا بد فيه من بعض المعاناة لتولد من جديد بشخصية ونفسية وإمكانات واضحة تفيد فيها نفسك، وتفيد فيها من حولك والمجتمع.

النقطة الثانية بني: ألا تكون انتقائيا في نظرتك للأمور، فنحن جميعا أحيانا قد نصبح انتقائيين فلا نعد نرى إلا الجانب السلبي، ونقلل من أهمية الجوانب الإيجابية، أو نتجاهلها، وبحيث تطغى عندنا الصورة السلبية، وتضعف وتهزل الجوانب الإيجابية، فإذا لابد هنا من التوازن، بأن تنظر لنصف الكأس الممتلئ أو حتى ربعه، ولا تركز كل التركيز على الجزء الفارغ.

أنا متأكد أن عندك بعض الصفات الجميلة، وبعض الإمكانات التي لا بأس بها، فعليك أن تستثمر في هذه الصفات وهذه الإمكانات الإيجابية لتحسن منها وتزيدها وتطورها، حتى تصل إلى مرحلة يعرفك الناس من خلالها، وعندها ستشعر بالكثير من الثقة بالنفس، وقبول الناس لك.

معك حق في نقطة أن الإنسان مخلوق اجتماعي، فهو يحب أن يكون مقبولا، والرسول -صلى الله عليه وسلم- علم ذلك الصحابي أو أرشده إلى كيف يكسب محبة الناس، فقال: (وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس)، فهذا إقرار منه -صلى الله عليه وسلم- أن من فطرة الإنسان أن يكون محبوبا ومقبولا من الناس، ليس كل الناس، فهذا لم يتحقق حتى للأنبياء، ولكن لمن حولنا من الأقرباء والأصحاب ومن نحتك معهم في بيئتنا الاجتماعية.

هذه نصيحتي لك حيث طلبت النصيحة، أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك، وييسر أمرك، ويلهمك صواب الفكرة والقول والعمل.

مواد ذات صلة

الاستشارات