خائف من أن تدعو عليّ أمي ويتحطم مستقبلي.

0 12

السؤال

السلام عليكم.

أمي تزوجت شخصا آخر، وتركتني، لكنها تأتي لرؤيتي يومين في الأسبوع من أجل أن تصنع لي الطعام وتمشي، ولكنها مع كل مرة تأتي فيها تتشاجر معي وتشتمني وتدعو علي، وأنا مقبل على عمل جيد، وهي لها ماض سيئ، وأخشى أن تدعو على حلمي بأن لا يتحقق، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يوفقك.

وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه، فأقول:

• بداية فإن حق الوالدين في البر والطاعة بالمعروف محفوظان بنص الشرع، وإذا كان الله تعالى قد ذكر حقهما وهما على الشرك من البر والصحبة بالمعروف، فما دونه في السوء أولى وأحرى بذاك البر وتلك المصاحبة بالمعروف، قال تعالى: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون)، فاحرص على بر والدتك، وقد سئل الرسول -صلى الله عليه وسلم- أي الأعمال أحب إلى الله قال: الصلاة على وقتها، قالوا: ثم أي قال: بر الوالدين)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (رضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين).

وهنا سؤال مهم: لماذا هي دائما غضبانة منك، ودائما تتوعدك بالدعاء عليك؟ انظر إلى سبب هذا، فقد تكون لديك بعض الأعمال غير المرضية، أو لديك تقصير في شيء من حقوق الله؛ مما يغضب أمك.

أخي، أمك لا تأتيك كل أسبوع مرتين لتصنع لك طعاما إلا من حرصها عليك، وحبها لك؛ فبادلها أنت بنفس الاهتمام والحرص، وابحث عن الشيء الذي يرضيها ويرضي الله وافعله، وعن الشيء الذي يغضبها وابتعد عنه.

احرص دوما وفي كل زيارة لأمك لك أن تشكرها على جهدها، وما تقوم به معك، وما تسديه إليك من معروف وخير وخدمة؛ فالثناء والشكر لهما أثر كبير على النفس.

لا بأس من مواساة الأم بهدية بين الفترة والأخرى.

أخي متى أحسن العبد علاقته مع الله بصدق؛ أحسن الله له علاقته مع الخلق.

أخي احرص على دعوة أمك لك، واحذر كل الحذر من دعوتها عليك، وخاصة إذا خرجت من قلب محترق متألم متوجع.

أسأل الله لك أن يصلح لك حالك وبالك، ويرزقك بر والدتك.

مواد ذات صلة

الاستشارات