بسبب عصبيتي الشديدة أتشاجر مع أمي وأندم، فما الحل؟

0 21

السؤال

السلام عليكم.

أنا وأمي كنا دائما قريبتين من بعض، أتكلم معها عن كل شيء يخصني، وأستشيرها، وفي بعض الأحيان تحدث بيننا مشاجرات بسيطة.

منذ فترة بدأت تحدث مشاحنات بين أفراد الأسرة، عندما تعود من عملها نتشاجر في ما بيننا أغلب الوقت، وعندما لا تكون موجودة في البيت، يكون البيت هادئا.

منذ أسبوعين تقريبا بدأت أخرج من المنزل إلى المدرسة وأنا باكية؛ وذلك بسبب توبيخ أمي لي ولأخواتي، وعندما سألتها عن سبب التوبيخ والشجار المستمر؟ أخبرتني بأننا نحن السبب؛ لأننا لا ننظف كما يجب، وأن البيت لا يعجبها، وأنها تغيب عن البيت لساعات، وتأتي وتراه بهذا الشكل.

الأسبوع الماضي كان لدي اختبار، وخرجت من المنزل وأنا باكية بسبب توبيخ أمي وأبي لي، في البداية كانت توبخ أختي الأصغر مني بسنة، وبعدها وبختني، فخرجت من المنزل باكية، بقيت طوال اليوم وأنا أشعر بالإحباط والحزن، ولا أرغب في فعل أي شيء، فبدأ الأمر يتكرر كثيرا.

عندما ظهرت نتائج الاختبارات ذهلت من النتيجة، لقد درست كثيرا لكن لم تكن النتيجة التي توقعتها، فأنا طوال سنوات دراستي لم تكن نتيجتي في هذه المادة هكذا، في فترة تحضيري لهذا الفحص كنا في شجار، فقلت لها بأن هذا كله بسبب الشجار المستمر في المنزل.

وفي اليوم التالي مزحت معي، ولكن مزحتها جرحتني، فتشاجرنا مرة أخرى، أنا بطبعي سريعة الغضب، ولا أستطيع في بعض الأحيان السيطرة على ذلك، وأنا أكره هذا الطبع جدا، فصرخت وأنا نادمة جدا، وهي بدورها تكلمت معي كلاما جارحا جدا، أنا لا أعرف كيف أتصرف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام برضا الوالدة، ونسأل الله أن يعينك على الصبر عليها، وأن يلهمكم السداد والرشاد، وأن يعيد لداركم الطمأنينة والأمان.

لا يخفى عليك – ابنتي الفاضلة – أن طاعة الوالدة وبرها من الواجبات التي أمرت بها الشريعة، وأن ربنا العظيم ربط بر الوالدين بعبادته وطاعته، ففي كتاب ربنا: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} بعدها: {وبالوالدين إحسانا}، وفي كتاب ربنا: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} بعدها: {وبالوالدين إحسانا}، وقال: {ووصينا الإنسان بوالديه حسنا}.

ولذلك أرجو أن تهتمي بإرضاء الوالدة، وتناصحي مع أخواتك من أجل أن تقوموا بكل عمل يرضيها، ولا تحاولي دائما إذا غضبت الوالدة أن تجادليها، أو ترفعي صوتك عليها، أو تقاطعيها، فإنك لا تكلمين زميلة من الزميلات، ولكنك تكلمين أما ينبغي أن تطاع، وينبغي أن نصبر عليها.

ونحن نقدر الظرف الصعب والامتحانات والأمور التي تمر على الجميع، لكن خطأ الوالدة لا يبيح لنا الخطأ، وقسوتها ينبغي ألا تحملنا على أن نقسو عليها، أو نرفع صوتنا عليها.

ونبشرك بأن قلب الوالدة طيب، ورضاها سهل، فبادري بالاعتذار لها، واسألي الله تبارك وتعالى أن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، وتجنبي الأمور التي تغضب الوالدة، ونسقي مع شقيقتك من أجل أن تتعاونوا في إظهار البيت بمظهر طيب، فما تفعله الوالدة أيضا وما تطالب به من الأمور المهمة.

أما ما تفعله من الغضب نحن بالطبع لا نؤيده، ولكن نريد أن نقول: إذا لم يصبر الإنسان على أمه فعلى من يكون الصبر؟ فأولى الناس ببرنا وصبرنا عليهم هم الوالدان، وخاصة الوالدة، وعندما تكبرين ستدركين أننا معشر الكبار – كآباء وأمهات – تواجهنا ضغوطات في المجتمع وظروف مالية وصعوبات قد لا نظهرها أمام أبنائنا، وقد تدفعنا أحيانا للشدة في التعامل معهم، فكوني عونا لوالدتك على تجاوز هذه الصعاب، واتقي الله واصبري، وتجنبي أيضا إظهار الضجر أو الغضب أمام الوالدة، فهذا لون من العقوق، وبيني لها أنك تطيعينها، واجتهدي دائما في أن تكوني مستمعة جيدة لتوجيهاتها، مهما كانت توجيهات الوالدة، فالمطلوب هو أن نحسن الاستماع، ثم نفعل ما فيه رضا لله وما فيه مصلحة.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على بر الوالدة، وأن يعينك على التخلص من كل خلق ذميم، ونسأل الله أن يعيننا وإياك على البر.

مواد ذات صلة

الاستشارات