كيف أستحضر عظمة الله لتعينني على التوبة الصادقة؟

0 15

السؤال

السلام عليكم

أنا أذنب وأريد التوبة، لكني أشعر أني لا أندم، ولست صادقا في توبتي، فما الحل؟ كذلك أحاول أن أستحضر عظمة الله، لكن أشعر أني لا أستحضر عظمته بالشكل المطلوب، فكيف أستحضر عظمة الله؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdulaziz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.. نشكر لك تواصلك معنا، ونحن سعداء جدا بما لمسناه في سؤالك من حرصك على تعظيم الله تعالى، والوقوف عند حدوده، والرجوع والتوبة عن ذنوبك، فنسأل الله تعالى أن يوفقك لذلك، وأن يمن عليك بالهداية والسداد.

تعظيم الله تعالى -أيها الحبيب- ينشأ من معرفة الله، فنصيحتنا لك أن تكثر من سماع المواعظ والدروس التي تتكلم عن الله تعالى، عن أسمائه وعن صفاته، فقد قال الله سبحانه في كتابه: (إنما يخشى الله من عباده العلماء)، فبقدر معرفتك لله يكون تعظيمك له، فحاول أن تستمع إلى المقاطع الإيمانية التي فيها كلام عن الله تعالى، وشرح لأسمائه وصفاته، وتدبر هذه الأسماء والصفات، فإنها ستملأ قلبك تعظيما لله تعالى.

ثانيا: ينبغي أن تعلم -أيها الحبيب- أن الندم والتوبة قد تكون لها أسباب تحث عليها، وتدعو إليها، ومن هذه الأسباب أن تتفكر أنت في نفسك، وتقف مع نفسك وقفة صدق، متأملا في أمور:

أولها: أن تتذكر عقاب الله سبحانه وتعالى الذي توعد به من يفعل هذه الذنوب، وأن هذه الذنوب جالبة لغضب الله، وأن غضب الله لا يقوم أمامه شيء، ولا يقدر على تحمله شيء، فإذا تذكرت هذه العقوبات فإن هذا يزرع في قلبك الخوف، والخوف يصون الإنسان عن الانحراف عن الطريق.

ينبغي أن تتذكر أيضا -أيها الحبيب- أن الموت قد يفاجئك، ويأتيك بغتة، فتموت قبل أن تتوب، فتلقى الله تعالى بهذه الذنوب، وتكون متوعدا بكل هذا العقاب، فإن تذكر الموت يبعث الإنسان ويحركه نحو إصلاح أحواله، والرجوع إلى ربه، والموت يأتي بغتة.

ثالثا: ينبغي أن تتذكر -أيها الحبيب- أن الله تعالى قد يعاقب الإنسان الذي لم يقرر التوبة في أول طريقه للذنوب والمعاصي، أن الله تعالى قد يعاقبه بأن يصرف قلبه عن النظر والتفكير في التوبة أصلا، فيستمر في غيه وضلاله، فالله تعالى يحول بين المرء وقلبه، كما أخبر في سورة الأنفال، قال سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون).

هذه من العقوبات العظيمة التي قد يعاقب بها الإنسان المصر على ذنوبه، أن الله تعالى يصرف قلبه عن الرغبة في التوبة والتفكير في التوبة.

إذا تذكر الإنسان هذه الحقيقة بادر وسارع إلى التوبة، واعلم -أيها الحبيب- أن التوبة تحصل بالندم على فعل المعصية، والعزم على عدم الرجوع إليها في المستقبل، مع الإقلاع عن المعصية في الوقت الحاضر، وهذا لا يعني أنه سيصير معصوما، ولن يقع في الذنب مرة أخرى، لكن عليه أن ينوي بقلبه، ويعزم أنه لن يرجع إلى الذنب، لكن لو رجع إلى الذنب مرة أخرى فإنه مطالب بتوبة جديدة، فإذا كان هذا سلوكه كلما أذنب تاب، فإن الله تعالى يتوب عليه، ويغفر له.

نحن نوصيك -أيها الحبيب- بأن تكثر من مجالسة الصالحين، وتنشئ علاقات مع الشباب الطيبين، وتكثر من التواصل معهم والجلوس إليهم، فإن الصاحب ساحب، والمرء على دين خليله.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات