أحس بألم في أعلى المعدة صباحًا أو عند السفر، فما السبب؟

0 13

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

منذ الصغر أعاني من إحساس بالألم في أعلى المعدة صباحا أو عند السفر، ولا أستريح أحيانا إلا بالتقيؤ، ويسبب لي الدوار، وزيادة دقات القلب، والإحساس بالفشل، وتفاقم الوضع، وأصبح حتى التوتر أو القلق أو الخوف من أشياء لا تستحق بسبب هذه الحالة حتى أصبحت أشعر بالضعف، وعدم القدرة على الدفاع عن نفسي.

أخاف من الرسائل التي تصلني على النت، أو إذا سخر مني شخص كذلك، تظهر كل الأعراض.

استشرت طبيبا، فمنهم من قال إنه قولون عصبي، وآخر خلعة، وآخر وجهني لاستشارة طبيب نفسي؛ لذلك رجاء أفيدوني لكي أشفى وأجركم عند الله.

وصلى الله وبارك على خير خلقه محمد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عزوز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعراض الجهاز الهضمي بدأت عندك مبكرا كما تفضلت وذكرت، الشعور بالآلام أعلى المعدة تكون مرتبطة بأوقات معينة كالصباح مثلا، أو عند السفر، وهو مصحوب بتسارع في ضربات القلب، وأحاسيس سلبية أخرى كالإحساس بالفشل، وبعد ذلك تطورت الأعراض وأصبح لديك ما نسميه بقلق المخاوف، والتي طبعا نتج عنها شعورك بالوهن والضعف، وربما افتقاد الثقة بالنفس، ولديك أيضا ما نسميه بقلق المخاوف التوقعي، خوفك من الرسائل يفسر على هذا الأساس.

أيها الفاضل الكريم: جملة القول أن لديك درجة بسيطة من قلق المخاوف، ويعرف عن القلق أنه مصحوب بالتوتر، وهذا التوتر النفسي قد يكون بدون أي سبب أو لأسباب واهية جدا، والتوتر النفسي يتحول إلى توتر عضلي يصيب بعض أجزاء الجسد، وعضلات الجهاز الهضمي من أكثر أجزاء الجسد التي تتأثر بالتوتر النفسي؛ لذا كما تفضلت فالقولون العصبي أو العصابي شائع جدا.

الخوف أيضا قد يكون مسببا للقلق، بمعنى أن الخوف من شيء بسيط حدث للإنسان في مرحلة الطفولة - وقد لا يعيره الإنسان اهتماما في ذلك الوقت - لكن يظل محفورا في الوجدان، وتتأتى منه لاحقا نوعية الأعراض التي تشتكي منها.

هذه الأعراض يتم التعامل معها من خلال التجاهل، وأن تكون أكثر ثقة في نفسك، وأن تصر على التفاعل الاجتماعي الفعال، تجلس مع الأصدقاء، تقوم بالواجبات الاجتماعية، كالمشاركة في مناسبات الأفراح، تقديم واجبات العزاء، زيارة المرضى، المشي في الجنائز، صلة الأرحام، ممارسة رياضة جماعية مثل كرة القدم، هذه كلها سوف تعود عليك بخير كثير.

هنالك أدوية بسيطة مضادة لهذا النوع من القلق، منها عقار يعرف باسم (دوجماتيل)، واسمه العلمي (سولبيريد)، أنت لا تحتاج إلى أكثر من هذا الدواء، تناوله بجرعة كبسولة واحدة - أي خمسين مليجراما - يوميا لمدة أسبوعين، تناوله مساء، ثم اجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم كبسولة يوميا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناوله، الدواء بسيط جدا، وإن شاء الله يفيدك، لكن يجب أن تركز على الجوانب السلوكية، وهي: تجاهل هذه الأعراض، وإقحام نفسك في الأنشطة الاجتماعية، وكذلك ممارسة الرياضة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات