عاهدت الله على الإقلاع عن المعصية لكني أقترب من أسبابها.. ماذا أفعل؟

0 13

السؤال

السلام عليكم

لقد عاهدت الله على الإقلاع عن المعصية والابتعاد والتوبة، لكنني بعد فترة اقتربت قربا شديدا من مسبباتها، فخفت أن أقع في الخطأ مجددا، لكنني لم أفعل، فعاهدت الله أن أبتعد عن الأسباب أيضا حتى ألتزم وأغلق الباب بصفة نهائية، ولكنني خائفة كوني اقتربت من الأسباب، وهذا في حد ذاته إخلاف للوعد، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم بنا، وثقتكم بموقعنا.. أما بخصوص موضوعكم، فيمكننا تحديده في النقاط التالية:

- التوبة تتطلب النية الصادقة والعزم على عدم العودة إلى الذنب، القرب من مسببات الذنب قد يكون خطيرا؛ لأنه يمكن أن يقود إلى الوقوع في الذنب مرة أخرى، من الأفضل دائما أن تحاولي تجنب الأمور التي قد تجعلك تقعين في الذنب، ولذلك ورد في بعض الذنوب النهي بصيغة (ولا تقربوا)، وجاء النهي عن اتباع خطوات الشيطان، يقول الله تعالى: ﴿۞ یـٰۤأیها ٱلذین ءامنوا۟ لا تتبعوا۟ خطو ٰ⁠ت ٱلشیۡطـٰنۚ ومن یتبعۡ خطو ٰ⁠ت ٱلشیۡطـٰن فإنهۥ یأۡمر بٱلۡفحۡشاۤء وٱلۡمنكرۚ ولوۡلا فضۡل ٱلله علیۡكمۡ ورحۡمتهۥ ما زكىٰ منكم منۡ أحد أبدࣰا ولـٰكن ٱلله یزكی من یشاۤءۗ وٱلله سمیع علیمࣱ﴾ [النور ٢١].

- الله عز وجل رؤوف بعباده، مهما أذنب العبد ثم تاب تاب الله عليه، ففي الحديث المتفق عليه عن حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يحكي عن ربه -تبارك وتعالى، قال: أذنب عبد ذنبا، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال الله -تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا، فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي، فقال -تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا، فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي، فقال -تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا، فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، قد غفرت لعبدي، فليفعل ما شاء".

- القرب من مسببات الذنب لا يعتبر خطأ في حد ذاته طالما لم ترتكبي الذنب، لكنه خطر قد يؤدي إلى الذنب.

- هل يعد القرب من المسببات إخلافا للوعد مع الله تعالى؟ الجواب هو أننا لا نستطيع أن نطلق عليه هذ المصطلح، طالما أن الإنسان يجاهد نفسه بألا يقترب من المعصية، فلا نستطيع ان نطلق عليها إخلافا للوعد مع الله تعالى.

- ننصحك بأن تواصلي التوبة والابتعاد عن مسببات الذنب.

يمكنك أيضا البحث عن الدعم من الأصدقاء أو الأقرباء، الذين يمكنهم مساعدتك في التغلب على الأسباب التي تجعلك تقتربين من مسببات المعصية، وكذلك الاستمرار في الدعاء والطلب من الله القوة والهداية، فالله سبحانه وتعالى وعد في القرآن الكريم: "ومن يتوكل على الله فهو حسبه"، تذكري هذه الآية عندما تشعرين بالخوف أو القلق.

والله هو الرحمن الرحيم، وهو لن يتركك وحيدة في هذا التحدي.

دعواتنا لك بالتوفيق والهداية.

مواد ذات صلة

الاستشارات