وسواس الخوف من أذية الآخرين أرهقني، ساعدوني.

0 11

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا شاب عمري 23 سنة، لدي وساوس كثيرة أرهقتني في حياتي، وخاصة وسواس الأذية، حيث أفكر في أني قد أكون مؤذيا للناس، خاصة المقربين، لدرجة أني لا أدخل المطبخ خوفا من أن يسقط شيء من أنفي في طعام أحدهم، ويكون مؤذيا، وإن حدث ودخلت المطبخ، ومررت بجانب صحن، أشعر أن هناك شيئا سقط مني، وحين أتجاهل الوسواس يؤنبني ضميري، بأنه قد يكون مؤذيا، مثلا لا أستطيع أن أمسك طعاما بيدي وأعطيه لشخص آخر، خوفا من أن تحتوي يدي على ميكروبات، رغم أني أغسلهما دائما، أخاف جدا من فكرة أنني قد أكون مؤذيا للناس، لأنني -والحمد لله- شخص مسالم وطيب.

أصبحت موسوسا في كلامي، وأخاف أن أتفوه بكلمة قد تؤذي أحدهم لدرجة الموت، أعلم أن كل هذا وهم، لكن أريد حلا لأقتنع تماما بأني غير مؤذ، لأنني حين أقول كلاما ينتابني شعور بأنني تعمدت أن يكون مؤذيا، وأشعر أنني أضيف كلمات غرضها أن يكون مؤذيا، رغم أنها عادية، فما الحل؟

أرشدوني أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - أخي الفاضل - عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

نعم من الواضح - أخي الفاضل - أنك تعاني من الأفكار الوسواسية القهرية، والوسواس القهري اضطراب نفسي، يتجلى من خلال ما ذكرت من فكرة الأذى الذي يمكن أن تعرضه لأعزائك وأقربائك، سواء عن طريق السلوك في أن تعرضهم للأذى، أو عن طريق نقل عدوى، أو تساقط شيء منك على الأطعمة، أو أن تناولهم الطعام بيدك (المتسخة).

واضح - أخي الفاضل - أن هذا أيضا بدأ يؤثر في حياتك، فأنت تتجنب دخول المطبخ خشية تعريض الطعام للتلوث، وأيضا انتقل الموضوع من الطعام إلى الكلام، فأصبحت تتخوف من التلفظ ببعض الألفاظ المؤذية.

أخي الفاضل: إن تعريف الوسواس القهري: أنه أفكار قهرية ليست تحت سيطرتك وإرادتك، وأنت تعلم أنها غير منطقية، وأنها مجرد وهم، إلا أنها تبدو حقيقية أو مخيفة، وبالتالي أيضا يمكن أن يشعرك بتأنيب الضمير، إذا لم تستجب لذلك الدافع القوي من الأفكار القهرية.

أخي، أولا: لا أنصحك بتجنب بعض الأعمال كالدخول إلى المطبخ، ونقل الطعام بيدك إلى الآخرين، فالتجنب لا يحل المشكلة.

الأمر الثاني: إذا أردت التخلص من الوسواس القهري - وكما ذكرت لك - هو مرض نفسي يحتاج للعلاج، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا أن (تداووا عباد الله)، والدواء والعلاج كما ينطبق على الأمراض البدنية ينطبق أيضا على الأمراض النفسية.

لقد أصبح علاج الوسواس القهري متيسرا عن طريق أحد الأدوية المضادة للوسواس القهري، والذي عليك أن تراجع طبيبا نفسيا أولا، ليؤكد التشخيص، وينفي أمورا أخرى، ثم ليبدأ معك الخطة العلاجية بين الدواء والعلاج النفسي، أو كليهما معا.

أدعو الله تعالى لك بالصحة وتمام العافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات