لدي خوف من أن أصاب بالاكتئاب والأرق.. ما نصيحتكم؟

0 22

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أعاني من وساوس متعلقة بالنوم، وأخاف أن أصاب بالأرق والاكتئاب، على الرغم أن نومي جيد جدا -الحمد لله-، وراجعت طبيبا نفسيا، ووصف لي دواء مضادا للوساوس توفرانيل 25 mg صباحا ومساء، لكن ما زال الخوف موجودا، لا أعرف ماذا أفعل حتى أصرف انتباهي عن هذه المشكلة؟

أصابتني هذه الحالة بعد قراءتي تعليقات بعض الأشخاص ممن يعاني من الأرق، ويفكرون بالانتحار، وأخاف أن أصبح مثلهم، وأخسر الدنيا والآخرة، أرجوكم أريد نصائح تشعرني بالاطمئنان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أخي: هذه مجرد مخاوف ذات طابع وسواسي، ويعرف أن النوم حاجة فسيولوجية وبيولوجية ونفسية للإنسان، والمنظومة التي ترتب النوم عند الإنسان هي منظومة طبيعية موجودة عند كل إنسان، خاصة الذين في عمرك -إن شاء الله تعالى- يكون دائما نومهم نوما صحيا.

نصيحتي لك هي:
- أن تتجنب النوم النهاري.
- أن تمارس الرياضة.
- أن تتجنب تناول الميقظات ليلا، وأقصد بذلك الشاي والقهوة على وجه الخصوص، هذه تحوطات ضرورية.
- وأن تحرص على أذكار النوم، وتكررها مع نفسك بعمق وتدبر، حين تذهب للفراش من أجل النوم.
- وأن تطبق تمارين الاسترخاء، تمارين الشهيق والزفير مهمة جدا، تمارين بسيطة لكنها جيدة جدا.

ووصف تمارين التنفس يكون كالآتي:
- وأنت على السرير ضع يدك على صدرك، دون أن تقبض بشدة.

- أغمض عينيك قليلا وافتح فمك قليلا.

- ابدأ بالشهيق بأن تأخذ نفسا عميقا وقويا عن طريق الأنف – وهذا هو الشهيق – ويجب أن يستغرق ثماني ثوان.

- أمسك الهواء في صدرك لمدة أربع ثوان، حصر الهواء في الصدر مهم جدا؛ لأنه يتيح فرصة عظيمة للأكسجين لينتشر في الجسد بتركيز عال، وهذا طبعا يؤدي إلى كثير من الحيوية الداخلية عند الإنسان.

- انتقل إلى الزفير، وهو إخراج الهواء عن طريق الفم، ويجب أن يكون بقوة وشدة، ويستغرق ثمان ثوان أيضا.

إذا شهيق بقوة وشدة عن طريق الأنف، ومدته ثمان ثوان، بعد ذلك حصر الهواء في الصدر أربع ثوان، ثم يأتي بعد ذلك الزفير أيضا بقوة وشدة عن طريق الفم، ويستغرق ثمان ثوان.

هذا التمرين يتم تكراره خمس مرات متتالية قبل النوم، وأنا أؤكد لك أنك لو طبقت ذلك التمرين بصورة جيدة وتأملية سوف تجد أنك قد نمت ودخلت في النوم لا شعوريا، وأن هذه الوساوس قد اختفت تماما، بل أقول لك أن أذكار النوم هي نوع من تمارين الاسترخاء، ولو أنك قمت بآداب النوم وأذكار النوم لدخلت في النوم مباشرة، ولعلك لا تكمل أذكار النوم؛ لأن النوم غلاب.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الطبيب أعطاك الـ (توفرانيل Tofranil)، وهو الـ (ايميبرامين Imipramine) وهو دواء مضاد للاكتئاب والقلق، لكن ليس له فعالية قوية حيال الوساوس، كما أنه دواء قد يزيد من اليقظة قليلا، لا يناسب من يعاني من الأرق والقلق وضعف النوم.

أعتقد أن الطبيب قد قصد أن يكتب لك الـ (أنافرانيل Anafranil)، والذي يسمى علميا (كلوميبرامين Clomipramine)، فيمكنك أن تراجع الطبيب، وإذا كان المقصود هو الأنافرانيل فيجب أن تتوقف عن التوفرانيل وتبدأ الأنافرانيل بجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة أسبوع، ثم تجعلها خمسين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم تجعلها خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، ثم خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله.

لا أعتقد أنك تحتاج للدواء أكثر من ذلك، وكما ذكرت لك الأنافرانيل – والذي يعرف باسم كلوميبرامين – أفضل كثيرا من التوفرانيل؛ لأنه دواء متخصص جدا في الأرق والقلق والوسوسة، وهو قليل الآثار الجانبية جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات