التردد في لبس الحجاب ونزعه، كيف أثبت على طاعة الحجاب؟

0 16

السؤال

يعطيكم العافية

أنا منذ ٣ أشهر متحجبة، وأظل في وسوسة بأن أنزع الحجاب، وأظل أستعيذ بالله، وأفكر بنفس الموضوع، لدرجة أني لما أبدأ في الدرس لا أقدر على أن أركز من التفكير.

أعرف أن الحجاب فرض من الله عز وجل، ولكني خائفة من أن أنزعه، ويعاقبني الله عقابا لا أتحمله، والإنسان ضعيف جدا لا يتحمل، أفكر أن أنزعه، وبأول سنة جامعة ألبسه، أعرف أن تفكيري هذا غير منطقي أبدا، لكني تعبت من الوسوسة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هديل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

نحن سعداء جدا بتواصلك مع الموقع، ومسرورون جدا بما من الله تعالى به عليك من التوفيق والهداية لاتخاذ القرار بارتداء الحجاب، هذا من فضل الله تعالى عليك، وتكريمه لك، فإن الله عز وجل إذا أحب الإنسان شرح صدره للطاعة وحببها إليه، فنسأل الله تعالى أن ييسر لك طاعته، وننصحك بما نصح به النبي صلى الله عليه وسلم من يحبه من الصحابة، فقد قال صلى الله عليه وسلم لشاب من الصحابة - وهو معاذ بن جبل رضي الله عنه-: (يا معاذ إني أحبك، فلا تدعن أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)، فاسألي الله تعالى دائما الإعانة والتيسير، وسييسر الله سبحانه وتعالى طاعته، ويشرح صدرك لهذه الطاعة.

أما ما تعانينه - أيتها البنت الكريمة - من حرج في صدرك ووساوس تزهدك في الحجاب وتحثك على تركه، فإنما هي حيل شيطانية ومكر إبليسي، يريد من خلاله أن يصرفك عن هذه الطاعة، فإنه قد امتلأ غيظا وحقدا وحنقا حين رآك سائرة في الطريق التي ترضي ربك وتوصلك إلى ثوابه وجنته، فهو يحاول أن يقطع طريقك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه كلها).

لا تستسلمي لهذه الأفكار والوساوس، واصبري على هذا الحرج والضيق الذي تجدينه في نفسك، وأكثري من ذكر الله تعالى، والجئي إليه بالدعاء والابتهال، وستجدين أن الله سبحانه وتعالى يشرح صدرك، ويوسعه للعمل بشرعه.

لا تستسلمي لهذه الأفكار التي تمنيك بأنك ستفعلين هذه الطاعة في المستقبل، فإن الأجل بيد الله، والأعمار بيد الله، ولا يدري الإنسان متى يفاجئه الموت، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى: لا يجوز للإنسان أن يقدم على المعصية اليوم بحجة أنه سيتوب في المستقبل، وقد يتعرض بذلك لسخط الله تعالى، وسخط الله لا تقوم له السماوات والأرض، فكيف بهذا الإنسان الضعيف، ثم من آثار هذا السخط الإلهي أن الله سبحانه وتعالى قد يصرف قلبه أصلا عن التوبة، فلا يحدث نفسه بها بعد ذلك.

احذري من هذا المسلك الشيطاني الخبيث، واثبتي على ما أنت عليه من الخير، وخير ما ننصحك به: أن تتعرفي على الفتيات الصالحات الطيبات، اللاتي يشاركنك هذا العمل الخير الصالح، وهن كثيرات -ولله الحمد- فابحثي عن هذه الرفقة الصالحة، وأكثري من التواصل معهن والجلوس إليهن، فإنهن خير عون لك على طاعة الله، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل من الأمم السابقة قتل مائة نفس، فلما سأل العالم عن التوبة أمره هذا العالم بأن يتوب، ودله على قرية أخرى غير قريته، وقال له: (انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم).

احرصي على أن تتعرفي على الفتيات الصالحات الطيبات، وسيكن سببا -بعون الله تعالى- في تثبيتك على ما أنت عليه.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والهداية والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات