أهلي لا يوفرون لي الجو المناسب للمذاكرة، فما الحل؟

0 15

السؤال

السلام عليكم
عمري 18سنة، في فترة الامتحانات -يعني دائما- يحدث لي نفس الشيء، وهو أن أمي تزعجني -خاصة أن بيتنا ضيق-، ويحدث الأهل ضجيجا؛ فيصيبني التوتر، وعندما أقول لأمي: إنه أسبوع فقط وينتهي، لا تزعجوني. تقول لي: هذه ليست مشكلة، اذهبي إن لم يعجبك الحال، أنت سبب فساد أولادي؛ لأنهم كثيرو المشاكل، وهم صغار، وتلقي اللوم علي بدون سبب!

حتى إني من كثرة هذا الكلام أصبحت عصبية ومرض قلبي، ورغم هذا فهم لا يحنون علي، والكآبة تسللت إلى عقلي، وأصابني توتر، وأنا مقبلة على الامتحانات، خاصة أنني عندما أنزعج أصبح أتكلم كلاما قبيحا، ولا أتحكم في عصبيتي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Assistante حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يكتب لك النجاح والفلاح، وأن يعينك على الصبر على الوالدة وعلى إخوتك الصغار، وأن يوفقك لما يحب ربنا ويرضاه.

لا شك أن الطالبة في فترة الامتحانات تحتاج إلى هدوء لكي تذاكر، ولكن إذا كان ذلك صعبا؛ فالإنسان ينبغي أن يتأقلم مع الوضع الذي هو فيه، وأرجو أن تتحيني أوقات نومهم، وأوقات هدوئهم، وتجتهدي في المذاكرة بأي طريقة تستطيعينها، ولا تحاولي الاحتكاك مع الوالدة التي كنا نتوقع أن تتفهم الوضع الذي أنت فيه.

إذا كان البيت ضيقا وعدد الأطفال كبير؛ فإن الأمر قد يصعب عليك وعلى الوالدة، ورغم أننا كنا ننتظر من الوالدة أن توفر لك دعما معنويا أو تتفهم معاناتك، لكن مع كل ذلك نحن نخاطبك أنت طالبة العلم، أن تدركي أن هذه الأمور ربما تغيب على بعض الآباء والأمهات، ممن لم ينالوا حظا من العلم.

لا تحتكي مع الوالدة، واعلمي أن برك لها وصبرك عليها، واحتمالك لما يصدر منها؛ من أسباب النجاح الكبرى، ولا تتأثري بكونها تلقي اللوم عليك، فلا سبب لك، المهم أن تقومي بما عليك، ولاطفيها، واعلمي أنك بالهدوء وترك العصبية، والتفاهم مع الصغار والتفاهم مع الوالدة؛ ستنالين فرصة أكبر للمذاكرة وجوا أكثر هدوءا، وهذا ما نريده لك.

نتمنى ألا تكون لهذه المواقف انعكاسات سالبة عليك، والإنسان في مثل هذه الأحوال إذا شغل نفسه بهذا التوتر الزائد وبهذا الانزعاج الزائد؛ فكل هذا يؤثر على أدائه في الاختبار.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يجعل الوالدة تتفهم هذا الذي يحدث، كما نتمنى أن تجدي في الخالات والعمات والوالد من يعينك على توفير الجو الهادئ للمذاكرة، وحتى يحصل ذلك نتمنى أن تتأقلمي، طالما كانوا صغارا، ركزي على دراستك، واحرصي دائما على أن تستخدمي أكثر من حاسة، فالذي يكتب وينظر ويردد ويتكلم هذا يعان -إن شاء الله- على الفهم، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

ولا نريد أن تتكلمي بكلام قبيح، بل لا نريد أن تظهري العصبية أمام الوالدة؛ فإن كل ذلك مما لا نرضاه، وأيضا كل ذلك مما لا يقبل شرعا، والأهم من ذلك أيضا والمهم هو أنه لا يعطي نتيجة، أنت لا تفوزين بخير، بل يزداد الأمر توترا؛ لذلك اجعلي همك الأكبر إرضاء الوالدة، وهذا مفتاح من مفاتيح النجاح، والإنسان عندما يصبر على الوالدة إنما يؤجر من الله؛ لأن البر عبادة لله تبارك وتعالى.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات