عادت حالة الاكتئاب والرغبة في البكاء بعد قطع الدواء!

0 16

السؤال

السلام عليكم

أنا خريج جديد، بدأت حالتي منذ سنة عندما انتقلت إلى بيت جديد مع عائلتي، حيث عانيت من حالة اكتئاب -حسب تشخيص الطبيب-، وبعد أن نصحني بأخذ دواء زولوفت مع ديناكست، في البداية بدأت حالتي تتحسن، ولكن مع ذلك كان هناك وجود لأعراض الاكتئاب مثل تقلب المزاج، ورغبة في البكاء، والبكاء في بعض الأحيان، وكان الاكتئاب مصحوبا بقلق اجتماعي، بحيث أخاف أن يراني أصدقائي أو أقربائي بهذه الحالة، خشية أن أبكي أمامهم أو أصاب بحالة هلع أمامهم، فقمت بترك جميع نشاطاتي معهم، واعتزلت في غرفتي حتى مع أخذ الدواء.

بعد مرور حوالي سنة على أخذ الدواء قررت الذهاب للطبيب لقطعه؛ لأنني شعرت حينها أني قد تحسنت بنسبة ٦٠ بالمائة، ولكن بعد بدئي بالقطع التدريجي للدواء بأسبوع، بدأت تزداد أعراض الاكتئاب، وأشعر برغبة شديدة في البكاء بشكل شبه يومي، وفي كثير من الأحيان أبكي دون سبب، أو حتى على أتفه الأسباب أبكي.

الآن مر أكثر من شهر ونصف على ترك الأدوية، وأنا على نفس الحال، حزين وقلق، وغالبا ما تأتيني رغبة في البكاء، مما أثر على حياتي اليومية.

أرجوكم ساعدوني؛ لأنني لا أفهم ما يصيبني، فقبل سنتين لم أكن أعرف حتى ما معنى أن تكون مكتئبا، فكل هذا جديد علي.

مع جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر تواصلك معنا بهذا السؤال، والذي عبرت عنه بشكل جيد.

نعم -أخي الفاضل- واضح أنك تعاني من اضطراب الاكتئاب النفسي، ومعك كل الحق أنك قبل الإصابة بهذا لم تكن تعرف ما هو الاكتئاب، إلا أنه من الواضح أنك تعاني منه في هذا الوقت.

الخبر الجيد أنك عندما بدأت العلاج الدوائي الذي وصفه لك الطبيب تحسنت كثيرا، حتى وصلت نسبة التحسن إلى ستين بالمائة، ولو استمررت على العلاج لفترة أطول لتحسن الاكتئاب عندك، حتى ربما تتعافى منه بشكل كامل.

أخي الفاضل: إن حاجتك للاستمرار في أخذ الدواء لا يدل على إدمان، وإنما يدل على أن الحالة لم تشف بعد تماما، فأعراض الاكتئاب قد يطول علاجها لأكثر من سنة أو سنتين.

نصيحتي لك طالما أنك عدت وانتكست في حالة الاكتئاب وتقلب المزاج والبكاء غير المبرر، نصيحتي أن تعود إلى الطبيب النفسي ليبدأ معك العلاج مرة ثانية، ولكن بشرط أن تستمر عليه دون انقطاع، لا أقل من تسعة أشهر، ومن ثم تراجع الطبيب مرة أخرى، بحيث أن الأمور إذا كانت مستقرة - مزاجك متحسن ونومك متحسن وشهيتك للطعام جيدة - فيمكن أن تحاول مع الطبيب تحت إشرافه تخفيف الجرعة بالتدريج، فإذا انتكست الأعراض، فهذا دليل على أن إنقاص الدواء كان مبكرا، وربما الأفضل الاستمرار عليه حتى تصل لمرحلة يمكنك معها تخفيف الدواء بشكل تدرجي، ثم إيقافه بشكل كامل.

نعم هناك من يتلقى العلاج - علاج الاكتئاب - ثم يوقفه في وقت من الأوقات، ولا يعود إلى الانتكاسة مجددا.

أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات