أخي الصغير يشتت تفكيري وتركيزي عن الدراسة.. ما الحل؟

0 13

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أرجو عن تجيبوا عن سؤالي جزاكم الله خيرا، وهو منقسم لجزئين.

الجزء الأول: منذ ثلاث سنوات تقريبا ولد أخ لي، وكبر بشكل طبيعي، وعادي جدا، ولكن في عمر سنتين تقريبا تركناه على الهاتف معظم الوقت، يشاهد أشياء محددة بهدف عدم رؤية أشياء غير أخلاقية -حسب رأي أمي- ظل 6 أشهر على تلك الحال، بعد ذلك لاحظنا أنه عندما لا يكون الهاتف معه يبكي ويطلبه، وحتى عندما لا نعطيه يجلس معنا بجسده فقط، لكنه يظل يردد ما كان يشاهده باستمرار، ويتحرك مثلهم أحيانا (الفيديوهات التعليمية المفروضة)، ونحن لم نعطه الهاتف مطلقا منذ ذلك الوقت، وعندنا في البيت لا يوجد الكثير من الوقت للعب أو الجلوس معه، فكلنا مشغولون، فانتقل من الهاتف إلى القطارات، وصار يقلد صوته، ويدور مثله أحيانا وكل شيء يرتبه على شكل قطار، ويتفرج عليه.

حتى الآن هو في عمر ثلاث سنوات يقول بعض الكلمات فقط، ولا يكون جملا طويلة، مثلا يقوم بتكوين جمل طلب أشياء فقط (أريد ماء)، (أريد شاي) فقط، وأحيانا يقول (أمي، أبي، أخي) وهكذا، فهل هذا يدل على أن به شيئا ما لا قدر الله؟

السؤال الثاني: أخي متعلق بي وبأمي، بعدما لاحظت ذلك لم أعد أستطيع عمل أي شيء، مجرد المكوث في المنزل عذاب بالنسبة لي، المفروض أني بكالوريا وأدرس، ولكني أدرس صباحا مثلا حتى الـ7 فإذا به يستيقظ وأسمع صوته يبكي، ونكلمه لا يرد، فيكاد قلبي ينفطر، وأتشوش وأضطرب، ولا أستطيع التركيز أبدا على أي شيء ويؤلمني رأسي، وأشعر بخدر أحيانا لمجرد التفكير بذلك.

أمي طبعا -كان الله في عونها- تشعر بالذنب أحيانا أنها ربما قد تكون بسبب الهاتف صار هكذا، فهل به شيء؟ وهل إن كان لا قدر الله به شيء، هل هو مكتسب، ولأي أحد منا ذنب؟ وبالنسبة لي شخصيا كيف أتعامل معه؟

آسف على الإطالة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - بني - عبر استشارات إسلام ويب، ونشكرك على تواصلك بهذا السؤال، وعلى اهتمامك بأخيك الصغير، داعين الله تعالى لك بالتوفيق في اختبار البكالوريا.

بني: إن ما وصفت في حال أخيك الصغير - الذي فهمت من سؤالك أنه الآن وصل إلى عمر ثلاث سنوات - ربما يحتاج إلى فحص من قبل طبيب أطفال، حيث أنه يبدو عنده تعلق شديد ببعض الأمور، مع شيء من تأخر اللغة، وأحيانا هذا يتطلب فحصا شاملا للطفل، لاستبعاد أي اضطراب قد يعاني منه هذا الطفل الصغير، ولكن دعني أطمئنك وأطمئن الوالدة أن إعطاءه الهاتف له ليس هو سبب هذا الاضطراب، هذا إن تأكد أن عنده اضطرابا.

إن ما وصفت في سؤالك - أخي الكريم - يتطلب أخذ هذا الطفل إلى طبيب أطفال ليقوم بالفحص الشامل، فحص السمع والحركة وبعض الأمور التي يعرفها طبيب الأطفال، ولكن ما هو أنا متأكد منه - بإذن الله - أن لعب الطفل بالهاتف بهذا العمر؛ نعم ليس هو شيء مناسب، إلا أنه لا يسبب هذه الأعراض التي ذكرت في سؤالك، ومن الطبيعي أنه بعد أن تعلق بالهاتف أن يبكي ويصرخ طالبا أن تعيدوا له الهاتف، هذا من جانب.

من جانب آخر بني: نعم أنت الآن في مرحلة البكالوريا وتحاول أن تدرس فتحتاج إلى جو هادئ، بعيدا عن البكاء والصراخ والضوضاء، كي تستطيع التركيز في دراستك، فحاول أن تستفيد من أوقات الهدوء في البيت، وإذا وجدت قريبا من منزلكم مكتبة عامة يمكنك أن تذهب للدراسة هناك فاذهب، أحيانا بعض الشباب يذهبون إلى المسجد المجاور لمنزلهم، وهذا يساعدهم على التركيز وعلى الدراسة بهدوء، وخاصة خارج أوقات الصلوات، وطالما أنت هناك، فهذا أيضا يساعدك على حضور الصلوات طالما أنك في المسجد.

أدعو الله تعالى أولا لأخيك الصغير بتمام الصحة والعافية، وأدعو لك ليس فقط بالنجاح وإنما بالتفوق، وجزاك الله خيرا مرة ثانية على اهتمامك بأخيك الصغير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات