خطيبي شخصيته قوية لكنه متعلق بي جداً، هل هذا شيء طبيعي؟

0 20

السؤال

السلام عليكم.

خطيبي متعلق بي جدا، ويخاف أن أبتعد عنه، هو شخصية قوية مع العامة، لكنه ضعيف معي، ويحتاجني دائما، وهذا الشيء يشعرني بالرغبة فيه أكثر أحيانا، وبالنفور منه أحيانا أخرى.

أحيانا أشعر أن حبه وتعلقه يغريني، وضعفه يسعدني، لكني أخاف أن يكون هذا نابعا من خلل أو مرض، وأحيانا يشعرني بالنفور؛ لأني أشعر أن هذا الأمر سيتفاقم حتى يصبح سيطرة، أو أنه سيتفاقم حتى يصبح هوسا، أو تملكا، وهذا أمر متعب للحياة، فما رأيكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يزيد بينكما الحب الحلال، وأن يرزقكما طاعة الكبير المتعال.

لا شك أنه (لم ير للمتحابين مثل النكاح)، وإذا كان السؤال كما فهمنا وهو مجرد خطبة، فأرجو تحويلها إلى عقد نكاح، حتى تكملوا هذا المشروع المبارك، فإن التفكير في الزواج والإسراع فيه مطلب شرعي، ولا فائدة ولا مصلحة في طول التأخير والانتظار، ونسأل الله أن يعينكم على إكمال المراسيم حتى يتحول هذا الحب إلى حياة زوجية فيها المودة والسكينة والرحمة.

نحب أن نقول: الحب الحلال يبدأ بالرباط الشرعي، ويزداد مع معرفة المزيد من الصفات الجميلة والأخلاق الفاضلة ثباتا ورسوخا.

نحن حقيقة نريد للنفوس أن تمتلئ أولا بحب الله تبارك وتعالى، ثم بحب ما يحبه تبارك وتعالى، ثم بعد ذلك لا مانع أن يحب الإنسان والديه، وتحب الزوجة زوجها، ويحب الزوج زوجته، هذا كله من الأمور المهمة التي نحتاجها، مع ضرورة أن ندرك أن هذا الحب ينبغي أن يكون باعتدال، وينبغي ألا يكون على حساب الواجبات الأخرى.

نحن نريد أن نقول: الزوجة بلا شك تسعد بحب زوجها لها، لأن الزوجة حاجتها إلى الحب، وحاجتها إلى القرب، وحاجتها الكبيرة إلى الأمان، ولكن لكي يستمر هذا فلا بد أن توفر لزوجها التقدير والاحترام، والرجل ينبغي أن يكون بين الناس أسدا وبين أهله طفلا، فإذا أرادوه كان رجلا، والمرأة عندما مدحت زوجها قالت: (إذا خرج أسد، وإذا دخل فهد) لأن الفهد حيوان كثير الغفلة، يتغافل ولا يسأل عن المعايب، فالمرأة تكره التدقيق والتحقيق، لكنها تريد لرجلها في الخارج أن يكون حريصا على ملء مركزه، محافظا على شخصيته ومكانته، وهذا -ولله الحمد- يتحقق في الشاب المذكور.

أكرر أهمية أن تتحول مجرد الخطبة إلى عقد نكاح، ثم إلى مراسيم زواج، ثم تأسيس أسرة كاملة، لأن طول الفترة هذه تتعلق بالطريقة المذكورة، وقد تدخل في أمور لن تكون في المصلحة، لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، هذا إذا كنا نفهم الخطبة كما هي في السؤال.

لذلك أرجو أن تتحول إلى عقد نكاح، ثم تتحول إلى زفاف وإكمال لهذه المراسيم، عندها سيأخذ هذا الشوق وضعه الصحيح؛ لأنه سيكون هناك توازن بين هذا الحب وبين مسؤولية رعاية الأسرة وتكوينها والقيام عليها.

نسأل الله أن يجمع بينكم على الخير، وأن يديم بينكم هذه المشاعر النبيلة، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات