اضطرابات الجهاز الهضمي وعلاقتها بالحالة النفسية

0 11

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا فتاة بعمر 25 سنة، عانيت قبل سنة من جرثومة المعدة، وأخذت العلاج، وتناولت مضادات الحموضة لمدة طويلة، وعملت المنظار ثلاث مرات.

لدي ألم حاد بالمعدة، يمتد للجزء العلوي من البطن، أشعر كأنه سكين يمزق معدتي جهة اليمين، أعلى البطن.

قبل 10 أشهر تقيأت الدم، ونمت بالمستشفى ثلاثة أيام، بعدها عملت لي الدكتورة منظارا، وتبين أن لدي التهابا تآكليا حادا بالمعدة، والاثني عشر، مع التهاب خفيف بالبنكرياس، وفتق الحجاب الحاجز ب 1 سم.

وصفت لي الطبيبة مضادات الحموضة، وقالت لي أتوقف عنها بعد ذلك، وأتابع مع طبيبة نفسية، وتابعت معها، ووصفت لي (اولانزابين) لمدة 6 أشهر، ولم تتحسن حالتي، واستمر الألم.

غيرت الدكتورة، وذهبت لطبيبة الجهاز الهضمي، وقالت لي: لازم تتعايشين، علما بأن هذا الألم لا آكل ولا أنام بسببه، وأخاف كثيرا، لدرجة وصل وزني ل 38 كلغ.

ذهبت لدكتورة نفسية أخرى، ووصفت لي ديروكسات 20 ملغ، وأتيميل 30 ملغ لمدة شهر ونصف، لكن لم تتحسن حالتي النفسية، وغيرت لي العلاج، ووصفت لي الآن دواء فينلافاكسين 75 ملغ، وأتيميل 30 ملغ، وألبرازولام نصف حبة.

أنا خائفة من الأدوية، لأنه لدي التهاب تآكلي حاد بالمعدة، ومزمن بالاثني عشر، وسبق أن عانيت من نزيف المعدة، هل هذا الدواء له تأثير إيجابي ولا يؤذي المعدة؟ علما بأني تناولت مضادات الحموضة لفترة طويلة، وأوقفتها باستشارة الطبيب، وظهرت لدي بالمنظار الأخير جرثومة المعدة، لكن الطبيبة قالت إنها بقاياها فقط، وأنا الآن خائفة من أن يكون لهذه الأدوية تأثير على معدتي.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في استشارات إسلام ويب.

وصفت لك الأدوية النفسية في المقام الأول بناء على اضطرابات الجهاز الهضمي، مهما كان السبب لها فإن الجانب النفسي أيضا يكون مساهما في الأعراض، واستمراريتها بدرجة كبيرة، لذا توصف بعض الأدوية النفسية والتي تفيد في أغلب الأحيان.

من ناحية أخرى: وجود اضطرابات الجهاز الهضمي وما تسببه من ألم وضيق للإنسان، يولد لديه حالة نفسية، وفي هذه الحالة أيضا تكون محسنات المزاج ومضادات القلق مطلوبة.

إذا يجب أن نعرف أن الأدوية النفسية لها حقيقة فائدة كبيرة في كثير من هذه الحالات، لكن قبل أن نتكلم عن الأدوية النفسية لا بد أن تجعلي نمط حياتك نمطا فعالا وإيجابيا، تدربي على تمارين الاسترخاء، تمارين ضرورية مهمة جدا، تمارين قبض العضلات وشدها ثم استرخائها، تمارين الشهيق والزفير ببطء وقوة، مع حصر الهواء في الصدر ما بين الشهيق والزفير.

إن وجدت من يدربك على هذه التمارين سيكون مفيدا، وإن لم تجدي فهنالك برامج على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، أرجو أن تحرصي عليها، وهي ذات فائدة كبيرة جدا في علاج الأعراض النفسوجسدية، من النوع الذي تعانين منه.

تجنبي السهر، واحرصي في النواحي الغذائية، ومارسي أي نوع من الرياضة، واصرفي انتباهك من خلال القراءة والاطلاع، والحرص على العبادات، والمشاركات الأسرية، بر الوالدين.. هذه كلها تعود عليك بفائدة علاجية كبيرة.

أما الأدوية التي وصفها لك الطبيب فهي أدوية ممتازة ومفيدة، وليس لها ضرر أبدا، ربما لا تكون هنالك حاجة لعقار (ألبرازولام Alprazolam)، أو إذا استعملته يجب أن يكون ذلك لمدة قصيرة، لا تتعدى العشرة أيام إلى أسبوعين، وذلك لأن هذا الدواء بالرغم من أنه مفيد جدا لعلاج القلق؛ لكن قد يؤدي إلى نوع من التعود إذا أسرف الإنسان في استعماله.

أما الـ (فينلافاكسين Venlafaxine) فهو دواء رائع ومفيد جدا في هذه الحالات، توجد جرعة سبعة وثلاثين ونصف (37,5 مليجرام) لو بدأت بها - إن وجدتها - سيكون أفضل، تناولي السبعة وثلاثين ونصف مليجرام لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها خمسة وسبعين (75 مليجرام) يوميا.

أما بالنسبة للـ (ميانسيرين Mianserin) وهو الـ (أثيميل Athymil) فهذا الدواء ممتاز، ويتم تناوله ليلا، لأنه يحسن النوم بصورة ممتازة جدا.

أنا أقر تماما الأدوية التي كتبت لك، وأنت تحتاجين لتناولها على الأقل لمدة ستة أشهر، وحين يأتي التوقف منها يجب أن يكون ذلك تدريجيا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات