هجرني زوجي بعد خلاف كبير بين أهله وأهلي، فماذا أفعل؟

0 21

السؤال

السلام عليكم..

حصل خلاف كبير بين زوجي وأهله وأهلي، أدى إلى مشادة كلامية، وطرد أهلي من بيتي، ومنعهم من دخول البيت، وصبرت على ذلك على أمل أن يتصالحوا فيما بعد، وأكون سببا في صلحهم.

ولكن بعدها بشهرين حصلت مشكلة بيني وبين زوجي وأهله؛ ونتيجة لذلك أرجعني زوجي لبيت أهلي، وهددني بأنه سيتزوج علي، وحاليا أنا في بيت أبي، متعبة نفسيا، وأتمنى أن أرجع، كما أني أجريت عملية ولم يأت لزيارتي وللاطمئنان علي، فماذا أفعل؟ مع العلم أن معي طفلا عمره شهران.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Gana حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي الأهل من الطرفين لأحسن الأخلاق والأعمال فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

ونتمنى أيضا أن تعود المياه إلى مجاريها، ودورك بلا شك كبير جدا، وكذلك دور الزوج، ونسأل الله تبارك وتعالى أن تجدوا من العقلاء والفضلاء والفاضلات من يؤثر في إعادة هذه العلاقة إلى وضعها الصحيح.

الذي نوصيك به أولا: الدعاء، وكثرة اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، فإن قلب الزوج وقلوب أهله وأهلك بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها.

الأمر الثاني: أرجو أن تتجنبي أي تصعيد يمكن أن يحصل، واعلمي أن للحيطان آذانا، وأن هناك من ينقل الوشاية والنميمة، فلا تقولي عن زوجك وأهله إلا خيرا.

ودائما حرضي أهلك أيضا على أن يقولوا الخير؛ لأن هذه الخصومات بين الناس يحضرها الشيطان، وهم الشيطان أن يغرس العداوة والبغضاء، وأنت وزوجك والطفل أول المتضررين من هذا الخصام والشجار الذي حدث، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننا على تجاوز العادات السالبة، والتقاليد البائدة التي يكون فيها العداء بهذه الطريقة بين البيوت، وبين الأسر، وبين القبائل، وتلك عصبية لا تقبلها هذه الشريعة، بل قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (دعوها فإنها منتنة).

واعلمي أن مصلحتك ومصلحة زوجك في أن تعود الأمور إلى وضعها الصحيح وإلى مجاريها، ونعتقد أن الزمن جزء من الحل، إذا كان هناك مجال، كإرسال رسالة للزوج ولو بالهاتف، أو وجدت من يمكن أن يحمل الخير من محارمك يتكلم معه، بمعنى أن تكون لك محاولات في إعادة الأمور إلى مجاريها وإلى وضعها الصحيح.

نسعد بمتابعة هذا الأمر معك، وإذا كان هناك مجال لأن تعودي إلى بيتك وحدك؛ فإن في مثل هذه المواقف يكون الرجل محرجا، وأهله قد يكونوا يمنعونه من أن يتواصل أو أن يأتي ليبحث عنك، وأهلك بنفس الطريقة، لكن أنت -ولله الحمد- كانت تصرفاتك رشيدة منذ الوهلة الأولى؛ فإذا استطعت أن تعودي إلى بيتك، وتحملي طفلك إلى هناك، فنرجو أن يكون في ذلك الخير.

ولا تستمعي لمن يقول: (أين كرامتك؟)، فكرامة المرأة المؤمنة في طاعتها لربها تبارك وتعالى، ثم طاعتها لزوجها، ولو أن الزوج خاطبنا، وتواصل معنا لنصحناه بأن يبادر، لكن أنت من تواصلت مع هذا الموقع الشرعي، ونحن نوصيك بأن تكوني عونا على الخير، ونذكر بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في المتهاجرين: (وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)، فحافظي على هذه الخيرية وبادري أنت.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونسأل الله أن يجمع بينكم على الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات