أشعر بالخجل ولا أملك مهارات التحدث مع والديّ، فماذا أفعل؟

0 17

السؤال

السلام عليكم

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع النافع، لقد ساعدني كثيرا في حل مشاكلي.

عندي سؤال بخصوص أبوي بارك الله فيهما، في الحقيقة لا أجد كلمات تسع مقام أمي وأبي، فقد ضحيا كثيرا، وتحملا كثيرا، وبذلا كثيرا لأجلي أنا وأخواتي.

مشكلتي أني مع حبي الكبير لهما، لا أستطيع التعبير عن حبي لهما، ولا حتى تسليتهما، والحديث معهما بعفوية كما أتحدث مع أخواتي وصديقاتي، خصوصا مع أبي، فأنا أتجنب أن أركب معه السيارة وحدي؛ لأنني لا أجد ما أتحدث فيه، وأحاول أن أفتح مواضيع، لكنها لا تدوم طويلا، ويرجع السكون في السيارة، فأكون أنا غير مرتاحة، وأشعر أنه غير مرتاح أيضا؛ لأنه يحب أن يتكلم ولديه الكثير ليتكلم فيه.

المشكلة أنني عندما أتحدث معهما مثلا عن مشكلة واجهتني في الجامعة أو ما شابه، فأرى أنهما سعداء بأنني أشاركهما ما يحدث معي، فأحزن؛ لأنني لا أفعل هذا كثيرا، وأنني فاقدة لنصائحهما الثمينة.

لا أدري هل هذا خجل أم ماذا؟ أريد أن أكون صديقة لهما، أتحدث معهما عن يومي، وأحكي لهما بعفوية دون أن أفكر مائة مرة ماذا أقول.

أرى كثيرا من الفتيات تتصل بأبيها أو أمها، وتتحدث معه كأنه أخوها أو صديقتها بدون أي تعب، هذا الموضوع أرهقني جدا، وأشعر أنني غير بارة بهما لهذا السبب.

أعتذر عن الإطالة، وأرجو أن تسامحوني على الأخطاء الإملائية أو النحوية.

أشكركم على وقتكم وجهودكم، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسيبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونحيي ثنائك على الوالدين واهتمامك بهما وحرصك على برهما وإسعادهما، ونسأل الله أن يكتب لك ثواب البر وأجر البررة، وأن يلهمك السداد والثبات، هو ولي ذلك والقادر عليه.

أنت تتكلمين عن معان جميلة، وهذا دليل على كمال عقلك، ونسأل الله أن يسعدك بوالديك، وأن يجعلك ذخرا وقرة عين للوالدين، وأن يعينك على طاعتهما، وتشجيع إخوتك على الإحسان للوالدين.

ونحن حقيقة نسعد عندما يعترف أبناؤنا والبنات بالصعوبات التي واجهت الآباء والأمهات في تربيتهم، وهذا العرفان مطلوب، هذا العرفان يمسح الكثير من آثار التعب عند الوالد أو عند الوالدة.

وأيضا سعدنا؛ لأنك تحاولين أن تسعديهم وتجتهدي في إسعادهم، ومجرد هذه النية أنت مأجورة عليها، ونحب أن نؤكد لك أن الإنسان دائما يتحدث عندما نكلمه عن اهتماماته، فلو أنك سألت الوالد، وطلبت منه أن يتكلم معك عن تجربته في الحياة، أو تجربته في الدراسة، ومع الوالدة عن المواقف التي مرت بها، وعن علاقاتها وذكريات الطفولة والصغر، فإن هذه أبواب واسعة للحديث والكلام، وهي ممتعة لهم ومفيدة للأبناء والبنات والأحفاد؛ لأن معرفة مسيرة حياة الآباء والأمهات والمواقف التي مرت بهم ستكون فيها عبر، ومواقف أخرى طريفة وذكريات جميلة؛ فالإنسان يحتاج أن يعرف نمط التنشئة التي كان عليها الوالد ونشأت عليها الوالدة، ونحن بحاجة دائما إلى أن نستفيد من القديم، ومن خبرات الآباء والأمهات.

أيضا بالنسبة للجامعة: لا مانع من أن تتكلمي عن الأمور التي تهمك، ويمكن التعليق أيضا على الأحداث اليومية، فإذا كان الأب رياضيا تتحدثين عن أحداث رياضية، وإذا كانت الأم حريصة على مجال معين في الطبخ أو مجال في الثقافة، فإن الإنسان يتكلم ويسعد بالتحدث معه عندما تكون هناك أمور مشتركة. وعليه؛ فنحن ندعوك إلى زيادة القواسم المشتركة، واستمري في هذه الرغبة، ولا تقارني نفسك بالفتيات الأخريات، ولكن اتخذي منهجا أجمل، وحوارا أفيد، ولا مانع أيضا من أن يكون الحوار في أمور شرعية وأمور حياتية.

كما قلنا: الإنسان يتفاعل ويتحدث عندما نكلمه حول همومه وحول القضايا التي يهتم بها، وعندما نشاركه في مهامه إذا كان ذلك في الاستطاعة، وإذا كان يريد منا المساعدة والعون فيما يقوم به، كمساعدة الوالدة في أمور البيت.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يرزقك رضا والديك، وأن يوفقك لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات