شكوت أختي سيئة التصرف لزوجها، فهل أخطأت؟

0 18

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سؤالي يخص صلة الرحم.

مشكلتي مع أختي الأصغر مني، فهي مسيئة جدا لي، عملت مشاكل كثيرة، وفي كل مرة أتفادى المشاكل، وأقول هي أختي، ولا يجب علي قطع صلة الرحم، لكن هي فهمت صمتي بشكل آخر، فتمادت في طريقتها السيئة، تكلمت مع والدي لإيقافها، علما أن معاملتها مع الوالدين كلها إساءة، وسب وشتم، إلى حد أنهما يخشان الكلام معها، فلم أجد حلا، فشكوتها لزوجها، وكانت نيتي أن يتكلم معها؛ لأنها تمادت كثيرا في تصرفاتها وإيذائها لي وللوالدين، وقلت له: إذا لم توقف إهاناتها، فسوف تكون المحاكم الحل الأخير بيننا.

وسؤالي: هل أخطأت عندما شكوتها لزوجها؟ والله أعلم بنيتي، فهي أخطأت كثيرا معي، وأساءت لي بالكلام الجارح والأفعال السيئة، وصلت إلى أني مرضت وانصدمت من أن أختي يمكن أن تتعامل معي بهذه الطريقة، لم أستطع تحمل كل ما قامت به، والله شاهد على كل كلمة كتبتها، وأطلب من الله أن يغفر لي إن أخطأت في أني شكوتها لزوجها!.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات إسلام ويب.

نتفهم -أيتها الأخت العزيزة- مدى الغيظ والحزن الذي تعيشينه بسبب تعامل أختك معك، وإهانتها لك، ولكن ينبغي أن تعلمي جيدا بأن خير وسيلة لدفع الإساءة من الأقارب هي الإحسان إليهم والصبر عليهم، وهذه الوسيلة أرشد إليها القرآن الكريم، وأخبر الله تعالى في كتابه أنها تقلب العدو صديقا، فقد قال سبحانه: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} [فصلت: 34].

وأختك مهما بدرت منها إساءات إليك، يبقى أن ما بينكما من الرحم والقرابة توجب المودة، فإذا قبلت إساءتها بالإحسان منك فإن ذلك أدعى لأن تراجع نفسها، وتنظر في شأنها، وهذه الوسيلة وإن لم تؤد ثمرتها، فإن صاحبها مأجور، فإن الله تعالى يحب المحسنين، وأخبر أنه معهم، أي يحفظهم ويعينهم ويكلؤهم وينصرهم، فالمحسن لا يندم أبدا.

فنصيحتنا لك أن تجاهدي نفسك، وأن تتصبري لمحاولة الإحسان لأختك، فلعل في هذه المحاولات ما يكون علاجا ناجعا، وسببا قالعا لكل العداوات والخصومات التي بينكما.

وأما شكواك لزوجها واستعانتك به لإيقاف إهانتها واعتداءاتها؛ فهذا ليس فيه إثم ولا خطأ، ولعل الزوج يكون معينا فعلا على إصلاح أحوال زوجته، لكن إذا رأيت أن في الشكوى إليه ما يجرؤه عليها، وربما دعاه إلى الإساءة إليها، أو الاعتداء عليها؛ فينبغي ألا تفعلي ذلك، فإن المرأة تبقى محتمية متعززة بأهلها.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح أحوالكما كلها، وأن يزيل ما بينكما من العداوة والبغضاء، وأن يرزقكما الألفة والمحبة.

مواد ذات صلة

الاستشارات