اجترار الماضي وتأثيره على حياتي اليومية، كيف أتخلص من ذلك؟

0 12

السؤال

كيف أستطيع التخلص من العقد النفسية التي تؤثر على حياتي اليومية، مثل أشياء حدثت معي في الماضي، وكلما أنظر إلى أشياء أو أتذكر أشياء تتعلق بها أشعر بضيق وحرقة في قلبي، فكيف يمكن التخلص من هذا الشيء؟ وكيف أحول الذكريات المؤلمة السلبية إلى إيجابيات وأتقبل الأمر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أفنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - ابنتنا الفاضلة - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على التواصل والسؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح الأحوال، وأن يجلب لك راحة البال.

التخلص من الذكريات المؤلمة والسلبية يكون أولا بحصرها في إطارها الزماني والمكاني، وبإعطائها حجمها المناسب، وتذكر نعم الله تعالى عليك، والإيجابيات التي تنغمسين فيها، قال ربنا العظيم: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}.

ومما يعينك على ذلك أيضا النظر إلى من هم أقل منا في الدنيا (انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، لئلا تزدروا نعمة الله عليكم).

كذلك أيضا من المهم جدا تفويت الفرصة على الشيطان، فهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان.

أيضا من النقاط المهمة التي تعينك على نسيان الأشياء السلبية: تذكر الأشياء الإيجابية، وأيضا تذكري أن الله -تبارك وتعالى- قد يأتي بالخير في صورة الشر، قال العظيم: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم}.

أيضا من المهم جدا -مما يخفف على الإنسان- أن يعرف أن السلبيات والأخطاء التي وقع فيها الإنسان هي محطات تعينه على الخير والصلاح؛ فالخطأ والمواقف هذه هي مصدر من مصادر التعلم.

من المهم جدا أيضا كما وجهنا ربنا: {لكي لا تأسوا على ما فاتكم}، لا نطيل مدة الأحزان، بل يجتهد الإنسان في تجاوز ذلك إلى الواقع الذي يعيش فيه.

علينا أيضا أن نتذكر أن البكاء لا يرد اللبن المسكوب، معنى ذلك أن الإنسان ما ينبغي أن يضيع نفسه، بل في الشرع ما ينبغي أن نقول: (لو كان كذا كان كذا، ولكن قدر الله وما شاء فعل، فإن "لو" تفتح عمل الشيطان).

من المهم جدا أن نتذكر أن الحياة لا تخلو من الآلام ولا تخلو من الأحزان، وأن على الإنسان أن يتجاوز تلك الصعاب، وينتقل منها، وينظر دائما إلى الأمام.

نسأل الله أن يعينك على الخير، ونعتقد أن السؤال والتفكير بهذه الطريقة يعتبر خطوة مهمة جدا في الطريق الصحيح.

عليك بتقوى الله، وبكثرة اللجوء إليه، والاستعانة به، والتوكل عليه، وكوني دائما في رفقة الصديقات الإيجابيات.

نسأل الله أن يوفقك وأن يرفعك عنده درجات.

مواد ذات صلة

الاستشارات