أشعر بالذنب لأني لم أكرم عامل التوصيل!

0 10

السؤال

السلام عليكم.

كنت أبحث عن دواء غير متوفر في الصيدليات، وطلبته من جوجل، وأحضرته من إحدى الصيدليات، ويوجد خدمة توصيل قليلة جدا، وأشعر بالذنب لأنني لم أعط عامل التوصيل "بقشيشا"، خاصة أنني شعرت بأنه انزعج وذهب مكسور الخاطر، فهل أنا مذنبة؟ وهل من الممكن أن يدعو علي عامل التوصيل؟ أشعر بالذنب تجاهه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

اعلمي -وفقك الله- أن الشعور بمشاعر الآخرين، والرحمة بهم، والعطف عليهم من أخلاق الإسلام، قال رسول الله- -صلى الله عليه وسلم-: (مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يشعر بمشاعر الآخرين، ويعطف عليهم، ويتألم لألمهم، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء).

أختي الفاضلة: اعلمي أن الفعل في الإسلام لا يترتب عليه ذنب ومعصية إلا إذا خالف شرع الله، و"البقشيش" شيء زائد يقدم من باب الإكرامية والإحسان عن طيب نفس منك، فليس إلزاميا عليك من ناحية الحكم الشرعي، وانزعاج عامل التوصيل أو انكسار خاطره لعدم إعطائه البقشيش ليس لأنك لم تعطه حقا واجبا هو له، بل ربما لأنه اعتاد على ذلك، أو لأنه كان يتطلع إليه.

فمن الناحية الأخلاقية: إعطاء البقشيش مما يعين ويفرح هؤلاء العمال الذي يغلب على الظن أن رواتبهم زهيدة وقليلة، فيكون البقشيش معينا لهم في الكثير من حوائجهم، ولو فرضا لم تعط هذا العامل، ودعا عليك، فدعاؤه لا يجوز؛ لأنه تعد بغير وجه حق.

وعليه فليس عليك أي ذنب من الناحية الشرعية؛ لأن البقشيش أو الإكرامية ليست حقا أو واجبا أنت ملزمة به، ولكن من الناحية الأخلاقية لك تقدير ذلك، سواء في المبادرة أو الترك، حسب العرف المتعارف عليه بين الناس أو في المكان، أو حسب ما تجود به نفسك، ما لم تنص جهة العمل التي يعمل بها عامل التوصيل على منع ذلك، فإن جادت نفسك بالعطاء، فاجعلي النية أنها صدقة لتنالي الأجر والثواب.

وفقك الله لما يحب ويرضى، وزادك الله من فضله.

مواد ذات صلة

الاستشارات