أقوم بتصرفات خاطئة بسبب تفريق أهلي بين وبين أخواتي!

0 14

السؤال

السلام عليكم.

أنا في مرحلة المراهقة، وليس لدي أحد أسأله.

بسبب تفريق أهلي في التعامل بيني وبين أخواتي أقوم بسبهم وشتمهم، ولا أعاملهم جيدا، ولكني أحس ببعض الندم والخوف من عقاب الله على ما أفعله، فأنا أشاهد المحرمات، ولا أحسن معاملتهم، وأفكر بالانتحار بسببهم، فقد قمت بجرح يدي ورقبتي؛ فهم يحبون أختي، ويكرهونني، حقا لا أعرف ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رقية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا وقبل كل شيء:
إذا كنت تفكرين في إيذاء نفسك، أو لديك أفكار انتحارية، فمن المهم جدا أن تتحدثي مع شخص يمكنه مساعدتك على الفور، سواء كان ذلك صديقا موثوقا، أو فردا من العائلة، أو محترفا في الرعاية الصحية؛ فالحياة قيمة، وهناك أشخاص يهتمون بك، ويريدون مساعدتك.

بالنسبة لمشاعر الكراهية تجاه أهلك، والشعور بالتمييز:
- قد يكون من المفيد التحدث عن مشاعرك معهم بطريقة هادئة وصريحة.
- حاولي أن تعبري عن مشاعرك دون اللجوء إلى الشتائم أو السباب، واشرحي لهم كيف تؤثر تصرفاتهم عليك، ويمكن أن يكون الحوار المفتوح خطوة أولى نحو تحسين العلاقات داخل الأسرة.

وتذكري أنك الآن تمرين بمرحلة حساسة -وهي مرحلة المراهقة-؛ والتي تكون فيها الأفكار متضخمة لديك، لكن عندما تتقدمين في السن قليلا؛ سوف تكتشفين أن بعض الأفكار والمواقف لم تكن تستدعي كل هذا التحسس.

وتذكري أيضا أنك مأجورة على طاعة والديك، ومأجورة على الصبر عليهما: ﴿ وقضىٰ ربك ألا تعۡبدوۤا۟ إلاۤ إیاه وبٱلۡو الدیۡن إحۡسـٰناۚ إما یبۡلغن عندك ٱلۡكبر أحدهماۤ أوۡ كلاهما فلا تقل لهماۤ أف ولا تنۡهرۡهما وقل لهما قوۡلا كریما﴾ [الإسراء ٢٣]، وسوف تكتشفين أن الله بارك في حياتك بسبب صبرك على الوالدين، حتى وإن أخطأوا عليك.

بالنسبة لمشاهدة المحرمات، والشعور بالندم والخوف من عقاب الله:
فقد يكون من المفيد أن تبحثي عن طرق لتعزيز إيمانك، وتقربك من الله؛ كالصلاة، وقراءة القرآن، والدعاء، والتفكر في نعم الله عز وجل، وتذكري أن الله تعالى يراقبنا، وجعل لنا ملائكة تكتب الحسنات والسيئات، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (قال الله عز وجل: إذا هم عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه، فإن عملها فاكتبوها سيئة، وإذا هم بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حسنة، فإن عملها فاكتبوها عشرا) رواه مسلم.

وبخصوص تصفح المواقع، فعليك:
أن تنظمي وقتك، وأن تبتعدي عن تصفح الجوال ليلا على السرير، واجعليه بعيدا عنك وقت النوم، حاولي ألا تكوني وحدك بالغرفة، واستخدمي الفلاتر التي تحجب المواقع المسيئة، وإذا لم تستطيعي التخلص من الإباحيات، فاطلبي المساعدة النفسية المتخصصة إذا كانت متاحة لديكم في المستشفى، أو من أي شخص متخصص.

تذكري أنك لست وحدك، وهناك دائما أشخاص وموارد متاحة لمساعدتك، والحياة قد تكون صعبة في بعض الأحيان، لكن هناك دائما أمل وإمكانية للتغيير والتحسن.

نسأل الله أن يصلح حالك، وأن يهدي قلبك، وأن يصلح ما بينك وبين أسرتك.

وللفائدة راجعي الاستشارات المرتبطة: (2396489 - 2235846 - 2136740 - 2411187 - 2111746 -2115504).

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات