زوجتي ترفع صوتها علي وتعارضني كثيرًا، فما نصيحتكم؟

0 21

السؤال

أنا متزوج منذ ١٥ سنة، ولدي ٤ أطفال، أكبرهم ذكر وعمره ١٣ سنة، وصلت لمرحلة صعبة مع زوجتي، وتعبت من السكوت.

أولا: لبسها ضيق جدا، وحجتها أنها تلبسه أمام النساء، وهذا يضايقني بالرغم من أنني منعتها، ولكنها لا تتقبل وتتضايق.

ثانيا: ترفع صوتها كثيرا، وأنا أسكت ولا أتكلم بحجة ألا أزيد المشكلة، وأمام الأطفال.

ثالثا: دائما تعارضني، وصوتها يرتفع كثيرا، وتعتبر نفسها هي الصواب، وأنا المخطئ، وتبرر بأن هذه وجهة نظر.

رابعا: أنا لا أتكلم كثيرا، وليس لي إلا زوجتي وأولادي، لا أبا ولا أما -رحمهم الله-.

وصلت حدي وأتصبر، على الرغم من أني قد طلقتها مرتين متفرقتين لمشكلتي رسائل جوال.

والله يكتب لنا ولكم الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Almond حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- في الموقع، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجتك لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يعينها على طاعة الكبير المتعال.

لا شك أن التصرفات المذكورة لا تقبل، ولكننا نحذرك من استخدام كلمة الطلاق وتضييع الفرصة الواحدة المتبقية لكم؛ لأن في هذا إضرارا كبيرا بهؤلاء الأطفال الذين هم في عمر يحتاجون فيه إلى وجود أب وأم، وأحيانا الطلاق لن يكون حلا إلا إذا وضع في طريق صحيح، وإلا إذا استنفذنا كافة الوسائل والطرائق التي يمكن أن تعيننا على الإصلاح والتوفيق من الكريم الفتاح.

وعليه فندعوك أولا بالدعاء لنفسك ولها.

- تذكر ما فيها من إيجابيات، وإظهار هذه الإيجابيات، واتخاذها مدخلا إلى نفسها.

- التأسي والاستفادة من قول النبي -عليه الصلاة والسلام- وتوجيهه: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر).

- المخالفات الشرعية الحاصلة لا تقبل من الناحية الشرعية، ولكن لا بد من الحكمة في تغييرها، ولا بد من معرفة الدوافع لها، فاللبس الضيق مرفوض، وكونها تلبسه بين النساء أخف ضررا، لكنه أيضا إذا كان ضيقا جدا مرفوض حتى بين النساء، وقد يجلب لها الضرر، وهذا ما ينبغي أن تفهمه، وتفهم أنك خائف عليها ولست خائفا منها، فإن إظهار مفاتنها حتى أمام النساء قد يصبها بعين أو أذى.

لذلك نتمنى وأنت تتعامل معها أن تشعرها أنك مهتم بها، أنك محب لها، ونتمنى أيضا أن تشجعها لتتواصل حتى تعرض ما عندها؛ لأن ذلك من الأمور المهمة، حتى نعرف الطريقة التي تفكر بها، ونقترح عليكم أن تكتبوا استشارة مشتركة، كل يكتب ما عنده، ويعرض ما عنده، ومن حقكم أن تطالبوا بحجب الاستشارة، حتى تصل التوجيهات المناسبة من طرف محايد، ومن خبراء وخبيرات من أهل الاختصاص.

لذلك أرجو ألا تستعجل في إجراء الطلقة الثالثة على لسانك، خشية أن يضيع هؤلاء الصغار، وأيضا نحن ننتظر منك أن تكمل المجهودات في إصلاحها، ونبشرك بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم) رجلا أو امرأة طبعا، فكيف إذا كانت المرأة التي تريد هدايتها ونصحها هي الزوجة، وهي أم العيال.

وكونها تعارض وتناقش وترفع صوتها هذا أيضا مرفوض، ولكن أرجو ألا يأخذ أكبر من حجمه، فالصوت العالي هو حيلة الضعيف، والمعارضة، نحن نريد أن نعرف نماذج من معارضتها والموضوعات التي اختلفتم فيها، ونسأل الله أن يعينكم على الخير، وإذا كنت تتصبر فبشرى للصابرين، ونتمنى أن يكون لك تواصل دائم، وعرض للمشكلات، حتى نتعاون في حلها بالطريقة المناسبة، ونسأل الله أن يملأ القلوب ألفة ومحبة، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

هذا، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات