شعور بالسلبية وقلق من أتفه الأسباب !

0 12

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

عانيت منذ مرض أمي بالكرونا من الاكتئاب، وعند استشارتي لطبيب وصف لي ديبريتين 20 مغ، وانافرانيل 10 مغ، أخذت الدواء لمدة عام تقريبا ، لكن دون تحسن جذري، فقط 40% فتوقفت عنه، وبعدها بشهر ساءت حالتي فقمت بالرجوع إليه، ووصف لي زولوفت 50 مغ، وأخذته لمدة 8 أشهر، تحسنت حياتي قليلا، لكن ما زالت الأفكار السلبية تراودني!

فقمت بالتوقف عن أخذه، فشعرت بتحسن عودة الحياة، لكن بعدها بشهرين أصبحت أقلق من أتفه الأسباب، وشعور بالسلبية وأرق زائد، وانتفاخ القولون، وغازات وخوف من لا شيء!

ارجوك -دكتور- ساعدني -الله يرضى عليك- ما هو الحل؟

علما أني شاب طيب وملتزم، وأنهيت دراستي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زين الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأرحب بك في إسلام ويب.

أرجو من الله تعالى وأسأله أن يوفقك لتحقيق ما تريد -والحمد لله تعالى- أنك شاب طيب وملتزم، وأنهيت دراستك، فيجب أن تنتقل للمرحلة التي تلي ذلك، وهي طبعا الدخول في سوق العمل، والتفكير في دراسات عليا، من المهم جدا أن يجعل الإنسان للحياة نسقا تطوريا متواصلا، ويزيد في مهاراته، وهذه إحدى آليات معالجة عسر المزاج أو الاكتئاب.

الحمد لله أنت بخير، حتى نوعية الاكتئاب الذي أتاك لا أراه اكتئابا مزعجا، وبدأك عسر مزاج ظرفي حين أصيبت والدتك الكريمة بالكورونا؛ لذلك أنت محتاج بأن تجعل نمط حياتك إيجابيا: بأن تحسن إدارة الوقت، وأن تتجنب السهر، وأن تحرص على ممارسة الرياضة، وعلى التواصل الاجتماعي الإيجابي -خاصة فيما يتعلق بالقيام بالواجبات الاجتماعية- وأن يكون لك حضور كبير داخل أسرتك، وأن تكون عضوا فعالا في الأسرة، بارا بوالديك، وأن تحرص على بناء صداقات فاعلة.

بهذه الكيفية يغير الإنسان فكره السلبي ومشاعره السلبية لتتحول إلى مشاعر وأفكار إيجابية، وهذه قطعا يتأتى منها أفعال إيجابية، وحين ينخرط الإنسان في أفعال إيجابية مفيدة في حياته؛ هذا أيضا ينعكس على فكره وشعوره بصورة إيجابية؛ مما يؤدي إلى المزيد من الفعالية والإنتاجية والإنجاز.

أيها الفاضل الكريم: القولون العصبي طبعا دليل على وجود القلق، والرياضة سوف تساعدك كثيرا، وكذلك التواصل الاجتماعي.

بالنسبة للأدوية: أنت قد تحتاج لدواء بسيط جدا مزيل للقلق وللتوترات والأعراض النفس جسدية، الدواء هو الـ (دوجماتيل) والذي يسمى علميا (سولبيريد)، يمكنك أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة لمدة أسبوعين، وقوة الكبسولة هي خمسون مليجراما، ثم اجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة يوميا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله، هو دواء بسيط جدا، وهذه جرعة صغيرة، وأعتقد أنه سوف يفيدك كثيرا.

وعليك الاستمرار في نمط الحياة الإيجابي؛ فهذا من أحسن الوسائل التي يتخلص الإنسان من خلالها من أنواع الاكتئاب خاصة البسيطة والمتوسطة منها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات