أفكار وسواسية وشك وقلق.. ما الحل؟

0 19

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب نشأت في بيت تكثر فيه الخلافات بين الوالدين، علاقتي مع والدي رسمية، في بعض الأحيان يعاملني بحنية شديدة، ولكنه لا يسد حاجاتي كثيرا من الناحية المادية، كبرت وأنا أحمل عقدي النفسية، والوسواس القهري الذي ظهر لدي منذ عمر التاسعة، مررت بتجربة مريرة، وخاصة مع عقدة (الدفاع عن النفس)، فأنا ذو شخصية قوية، ولكن ما إن أتعرض لانتقاد، أو اعتداء، لا أقوى على الدفاع عن نفسي، ثم أندم بعد ذلك، وأقول لنفسي: ما بالي؟ ما الذي انتابني حينها؟

أنا ناجح في مستواي المهني، ولدي بعض الأصدقاء الذي يتصلون بي أحيانا، عموما أحببت أن أشارككم بعضا من حياتي.

مشكلتي الحالية هي أنني تعرضت لحادث قبل ١٠أشهر، عراك أو شيء من هذا القبيل، وعدت على خير، كانت الساعة حينها ١٢ ليلا، بعد عدة أشهر سمعت أحدا في الشارع يقول: (قتل، ضرب)، أو شيئا من هذا القبيل، فجأة جاءتني الفكرة، أو القصة التي تراودني، وقلت لنفسي: ماذا لو كان يقصدني؟ بعد ذلك قلت: لا، فهو لم يكن موجودا.

المهم أصبحت مؤخرا تأتيني هذه الفكرة مرارا وتكرارا، خاصة في الليل، وأنا أرد على هذه الفكرة، حتى جاءتني فكرة أن أذهب إليه وأقول له: هل كنت تقصدني؟

لا أعرف هل هذه أفكار طبيعية أم أفكار وسواسية، وأقول لنفسي: ماذا لو كان أحدهم يصور مقطعا وأنا أتعرض للضرب، قد يكون الأمر مضحكا، لكنه مؤلم بالنسبة لي.

أرجو الرد، مع خالص الاحترام والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك –أخي الفاضل– عبر استشارت إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال الواضح.

أخي الفاضل: أنا لا أستغرب ردة فعلك هذه على ما حدث في تلك الليلة، وخاصة أن شخصيتك قوية -كما ذكرت في سؤالك-، لذلك هذا الاعتداء أو الشجار الذي حصل في منتصف الليل قد أثر نوعا ما في تكوينك، وخاصة أيضا أنك من الذين يعيدون التفكير في الأحداث السابقة، عن طريق: ماذا لو؟ ولماذا لم أفعل كذا وكذا؟ إلخ.

لا أعتقد أن هذا الذي وصفت في سؤالك هو ما يعرف بالوسواس القهري، وإنما هي ردة فعل ربما طبيعية، لحدث غير طبيعي، وهو الشجار والقتال ليلا، وليس العكس؛ فالشيء غير الطبيعي فيما ذكرت ليس مثل هذه الأفكار التي يمكن أن ترد ذهن أي إنسان يتعرض لما تعرضت إليه، بينما الشيء غير الطبيعي هو ذلك الشجار الذي تعرضت إليه ليلا.

أخي الفاضل: أعط نفسك بعض الوقت، وأشغل نفسك بأمور أخرى، وخاصة أنك -ولله الحمد- تتقن عملك، أو مهنتك كتقني، فهذا أمر طيب، وطالما أن عندك أصدقاء، فأنصحك في هذه المرحلة بأن تكثر من الخروج معهم، والحديث إليهم، فهذا يمكن أن يخرجك من هذه الدائرة التي دخلت فيها عقب ذلك الحادث.

أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك ويخفف عنك، ويعيدك لما كنت عليه قبل ذلك الشجار، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات