أحببت فتاة وتركتها خوفاً من الله، فهل ظلمتها؟

0 20

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أعزب، أحببت فتاة مطلقة تكبرني بسبع سنوات ولديها بنتان، تعلقنا ببعضنا البعض منذ عدة أشهر، وتعلق قلب الفتاة بي كثيرا بعد أن وعدتها بالزواج، وبعد ذلك تغير الأمر ورأيت أن ما أقوم به خاطئ، وفهمت أن ما أقوم به حرام شرعا، خاصة وأنها تكبرني وأنا ما زلت أدرس في الجامعة، ولا أعلم ماذا يخفي لي المستقبل ولا أعلم الغيب، فربما لا يأذن الله أن تكون من نصيبي فأظلمها معي بتعليقها مدة طويلة، وفي النهاية نبتعد عن بعضنا، خاصة أنني ما زلت صغيرا ولا أعلم متى أتزوج، ربما بعد خمس أو سبع أو عشر سنوات؟

قررت الابتعاد عنها وحاولت كثيرا نصحها بأنني لا أريد تعليقها، ولا ننسى أن المجتمع لدينا يرفض الزواج من فتاة أكبر بالعمر، فربما أواجه رفض الأهل لهذا الزواج، ورضا الوالدين مقدم عندي على حب تلك الفتاة، لذلك قررت الابتعاد عنها من الآن، ولكنها تصر على البقاء معي وتشتمني وتدعو علي وتقول: (إنها لن تسامحني لأنني علقت قلبها بي وأريد الآن الابتعاد)، وتتهمني بظلمها، فهل ظلمتها لأنني أريد الابتعاد عنها والتراجع عن الخطأ؟ وهل أنا آثم لأنني أريد تركها أم لا؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صهيب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يتوب عليك وعليها، وأن يردك إلى الحق والخير والصواب، هو ولي ذلك والقادر عليه.

أرجو أن تبدأ أولا بالتوبة النصوح لله تبارك وتعالى، فإن هذا العمل الذي حصل فيه معصية لله تبارك وتعالى، قبل أن يكون فيه ظلم للفتاة، وعليك أن تنصح لنفسك أولا بأن تتوب وتتوقف تماما مهما كانت النتائج، لأن العواقب المترتبة على الاستمرار والمجاملة ومراعاة حزن الفتاة -أو نحو ذلك- أكبر وأخطر وأسوأ من الألم الذي سيحدث لك أو لها عندما تتوقفون، ونحن نوقن أن هناك صعوبات، ولكن كما قلنا: الأصعب والأخطر هو التمادي في الطريق الخطأ، ولن تكون مسؤولا بعد أن تنصح لها.

إذا عليك أن تتوب، وعليها أن تتوب وترجع إلى الله تبارك وتعالى، وبعد سنوات من التوقف إذا تهيأت للزواج في ذلك الوقت، وكانت لك رغبة في أن ترتبط بها أو بغيرها فلا مانع عند ذلك -عندما يحين الوقت-، ولكن هذه المرة ينبغي أن تبدأ بالطريقة الصحيحة.

الطريقة الصحيحة تبدأ بإعلام أهلك وأهلها، بالمجيء للبيوت من أبوابها، بقياس درجة قبول الأهل أو رفضهم قبل الدخول في علاقة، لأن الحب الحلال عندنا يبدأ بالرباط الشرعي، والحب الذي يكون قبل الزواج هذا خصم على الأزواج جميعا؛ لأنه أولا معصية لله، وللمعصية شؤمها، وهذا ما ثبت حتى في البلاد الغربية، من أن العلاقات العاطفية قبل العلاقة الرسمية -والعلاقة الشرعية عندنا، يعني الزواج الشرعي- هي المسؤولة عن خمسة وثمانين بالمائة (85%) من الفشل في العلاقة الزوجية، بل الدراسات عندهم أن الفشل مائة في المائة (100%).

لماذا استثنوا خمسة عشر بالمائة (15%)؟ قالوا: لأن هؤلاء يستمرون لكن بينهم طلاق عاطفي، يستمرون لأن بينهم مصالح، يستمرون لأن كلا منهم ينهمك في معاصيه وحياته الخاصة، وهذا طبعا لا يقبل عندنا كمسلمين، لكن هم يتفقون جميعا على أن أي علاقة خارج الأطر قبل العلاقة الصحيحة الرسمية هي أساس وقاعدة كبرى في الفشل، لأن الشيطان الذي يجمع مع الغفلة وعلى المعصية وعلى التواصل في الخفاء، هو هو الشيطان الذي يأتي ليغرس الشكوك في نفس هذا أو في نفس ذاك.

وعليه: لا مجال للاستمرار، بل لا بد من التوقف، ولن يضرك بعد ذلك غضب الفتاة والدعاء عليك، لأن الخطورة هي أن تستمر في المعصية، فتب إلى الله، وارجع إلى الله تبارك وتعالى، واجتهد في تغيير أرقام الهاتف، وفي تغيير أيضا المكان الذي كنت تقابلها فيه، إذا كان هناك مكان معين، في التخلص من أي ذكريات، كل ما يذكرك بها، لأن هذا عون لك على الثبات، ونسأل الله أن يسهل أمرها وأمرك.

هذا الأمر الذي لا تتوقع أنه ينتهي قريبا، أو أنه يمكن أن يحصل قبول، وأعتقد أنه صعب، لأن فارق العمر أيضا ليس بقليل، وهي أيضا أم لطفلتين، وكل هذا مما يرفضه الأهل، لذلك أرجو أن يحسم هذا الأمر، وأكثر من الاستغفار والتوبة، وكلما ذكرك الشيطان بما حصل جدد التوبة والرجوع إلى الله، ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك.

هذا، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات