أريد فسخ خطبتي لأن خاطبي ليس أطول مني، فما نصيحتكم؟

0 17

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تقدم لي رجل ذو دين وخلق ويحبني، رفضته في البداية؛ لأنني لم أكن أنوي الزواج خلال هذه الفترة، ورفضت مقابلة الخطاب، ولا أكذب أنني مع مرور الوقت ارتحت له وتعلقت به قليلا، حتى حدثت مشكلة لكننا تجاوزناها عندما أتى.

بدأت مشكلتي حين رأيته هذه المرة، مع العلم أنني جلست معه قبل هذه المرة لكني فورا انقلب إحساسي نحوه، لا أريده ولا أريد الجلوس معه، حتى أنني حين جلست معه بعد ذلك لم أكن مرتاحة كما كنت من قبل، وكنت أنتظر انتهاء جلستنا بفارغ الصبر.

أخبرته بموافقتي على الخطبة ليلتها، لكنني لم أستطع النوم بسبب فرط التفكير، وأصبحت أبكي وفي حالة هستيرية، ورأسي يؤلمني وأنا أتوسل إلى أمي أن تخبره برفضي، أنا لا أستطيع مواجهته، خاصة وأنه يحبني، وفعلأ أمي أبلغته برفضي ولكنه متمسك بي.

ومن أسباب رفضي له أنه حين أتى آخر مرة لاحظت أنه في طولي وأنا طويلة -ما شاء الله- مقارنة ببنات عصري، لكني تمنيت وبشدة أن يكون زوجي أطول مني، حيث أخاف أن لا أراه جميلا حينها، وهناك سبب آخر أنه في إحدى المرات علق على تصرفي، وقال كلمة أكرهها جدا، وهذا من شأنه أنه زاد من نفوري منه، فكلما أتذكر أنه قالها يتملكني الغضب أنني لم أرد له الصاع صاعين، وأن أصرخ في وجهه، فقد اكتفيت بأن قلت له لا تعدها، لكنه أخبرني بأنه لم يقصدني بل قصد تصرفي، وحاليا لا أشعر بشيء نحوه، وخائفة أن لا يتقدم لي من هو أطول مني، وهذا الشاب على خلق ودين ويحبني ولكنني لا أريده.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيناس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – بنتنا الفاضلة – في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يصلح الأحوال.

بداية نحن ننهى عن كثرة الرد للخطاب، لأن ذلك يجعلهم ينفرون، وفي هذا مضرة كبيرة لبناتنا، وأنت في مقام بناتنا، ولا نريد أن تلحقي الضرر بنفسك.

الأمر الثاني: ننصحك بأن لا تفرطي في الشاب المذكور بالمواصفات المذكورة، والواضح أن الكلمة التي قالها لم يقصدها، وقد اعتذر، وقد كان ردك واضحا في أنك لا ترغبين في إعادتها، وعندها اعتذر لك اعتذارا لطيفا، فلا داعي لإعطاء الموضوع أكبر من حجمه، ونعتقد أن هذه القضية ينبغي أن تطوى وتنسى.

الأمر الثالث: قضية الطول فهذا لا إشكال فيه، وأرجو ألا تجعلي هذا سببا، والإنسان لا يجد إنسانا يخلو من النقائص والعيوب، و- الحمد لله - هذا ليس عيبا، إنما هو المناسب بالنسبة لك، فأرجو ألا تجعلي هذا سببا، وتعوذي بالله من شيطان لا يريد لك الخير، واعلمي أن عدونا الشيطان لا يريد لك الزواج والاستقرار والسعادة، فعاملي عدونا بنقيض قصده، وأكملي المشوار مع هذا الشاب، وحاولي أن تحافظي على الأذكار، وقراءة سورة البقرة، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء.

ولا شك أن لأهلك أيضا رأيا في هذا، فإذا كان الشاب كما ذكرت متخلق وصاحب دين، وهو الذي طرق الباب وبحث عنك، وتشعرين أنه يحبك وأنت أيضا تحبينه؛ فلا تقفي أمام مثل هذه الأمور الصغيرة.

واعلمي أن الحياة الزوجية ينبغي أن تبنى على جانب واقعي، فلن تجد فتاة شابا بلا نقائص، ولن يجد شاب فتاة بلا عيوب، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر)، وهذا معيار وتوجيه نبوي يصلح للطرفين، فينبغي لكل إنسان أن يتذكر أننا بشر رجالا ونساء، والنقص يطاردنا، وطوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور سيئاته.

نسأل الله أن يوفقك، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات