بعد وعده لي بالزواج طلب أن نكون أصدقاء.. فما توجيهكم؟

0 22

السؤال

السلام عليكم.

أنا مرتبطة بزميل لي في الجامعة منذ سنة، تحدثنا لأشهر، وبعدها طلب مني أن أخبر أهلي بوجوده في حياتي فحدثتهم، وتم الاتفاق أنه سيكون كل شيء رسميا بعد أن يتخرج هو، وهو سيتخرج في 2024 -إن شاء الله- منذ شهر 8 تغير دون أي سبب، وفي كل مرة يعطيني سببا، وآخر ما قاله: إنه يريد أن نكون أصدقاء، وأن لا أفتح موضوع الارتباط مرة أخرى.

حدثته أمي منذ أسبوع تقريبا، وسألته إن كان هناك مشاكل فقال: لا، لا يوجد شيء، لماذا لم يقل لها: أننا انفصلنا؟ ولماذا طلب مني أن نكون أصدقاء؟ وهل ممكن أن نعود كما كنا؟

أنا أحبه جدا، ولا أعرف ماذا أفعل؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سدرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن الواضح أنك تمرين بموقف مؤلم ومحير، ومشاعرك تجاه هذا الشخص قوية، ومع ذلك، يبدو أن هناك عدم وضوح في نواياه ومشاعره تجاهك.

إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في هذه الظروف:
1. من المهم أن يكون هناك حوار صريح ومباشر بينكما لتحديد ما يشعر به كل منكما تجاه الآخر، وما هي توقعات كل منكما من العلاقة، هل هي زواج أم أمر آخر؟

2. اسأليه عن الأسباب التي دفعته لتغيير موقفه؟ ولماذا يريد الآن البقاء كأصدقاء فقط؟ من المهم فهم دوافعه لتكوني قادرة على اتخاذ قرار مدروس.

3. افهمي ما هي أولوياتك، وما تريدينه لنفسك في المستقبل، هل هذه العلاقة تتوافق مع أهدافك وقيمك؟ وكما تعلمين فإن العلاقات خارج الزواج لا يقرها الإسلام، بل ينهى عن الوسائل التي تؤدي إلى الفاحشة ﴿یـٰۤأیها ٱلذین ءامنوا۟ لا تتبعوا۟ خطو ا⁠ت ٱلشیۡطـٰنۚ ومن یتبعۡ خطو ا⁠ت ٱلشیۡطـٰن فإنهۥ یأۡمر بٱلۡفحۡشاۤء وٱلۡمنكرۚ ولوۡلا فضۡل ٱلله علیۡكمۡ ورحۡمتهۥ ما زكىٰ منكم منۡ أحد أبدࣰا ولـٰكن ٱلله یزكی من یشاۤءۗ وٱلله سمیع علیمࣱ﴾ [النور ٢١]. فبقاء العلاقة (كأصدقاء) مع التعلق والحب يؤدي إلى هذا السبيل للأسف!

4. ضعي حدودا شخصية واضحة، إذا كانت فكرة أن تكونا أصدقاء فقط تسبب لك الألم، فمن حقك تحديد ما يمكنك التعامل معه وما لا يمكنك، وهنا يأتي السؤال: هل يمكن أن تبقيا كأصدقاء فقط؟
والجواب هو: إذا تخلصت من التعلق به، فإنه يمكن أن يبقى مجرد زميل في الجامعة، ويتم التعامل معه بشكل رسمي وفق الضوابط الشرعية كما تتعاملين مع الطلاب الآخرين، أما إذا كنت تشعرين بالحب تجاهه ومتعلقة به فهنا لا بد أن تتخذي خطوات جادة، وتدوسي على مشاعرك قليلا للخروج من هذه الدوامة.

5. تحدثي مع أشخاص تثقين بهم واطلبي نصيحتهم، أحيانا وجهة نظر من الخارج يمكن أن تقدم رؤية مختلفة ومفيدة.

6. التفكير في الاستقلال العاطفي عن هذا الشخص، مهما كانت مشاعرك تجاهه، من الضروري أن تعتمدي على نفسك عاطفيا، وأن تجدي السعادة والرضا من داخلك وليس من أي علاقة، وهذه هي العلاقة العاطفية الصحية، سواء بقيت مع هذا الشخص أم صرت إلى شخص آخر.

7. اطلبي من الله الهداية والصبر، وأن يقدر لك ما فيه الخير ﴿وٱسۡتعینوا۟ بٱلصبۡر وٱلصلوٰةۚ وإنها لكبیرة إلا على ٱلۡخـٰشعین﴾ [البقرة ٤٥].

8. استعدي لكل الاحتمالات، وكوني مستعدة لقبول أي نتيجة، سواء كانت استمرار العلاقة أو الانفصال، وتذكري أن كل تجربة هي فرصة للنمو والتعلم، ولكن -كما ذكرت سابقا- لا ينبغي أن تبقى العلاقة إلا إذا تمت الخطبة، وكانت علاقة زواج، وحتى مع علاقة الخطبة ينبغي أن تكون العلاقة رسمية بينكما؛ فالخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، والرجل إذا أغوى المرأة فإنه يزهد فيها بعد ذلك ولا يحبها أن تكون زوجة له ولا أما لأولاده.

تذكري أنه لا يجب أن تتعلقي بشخص لدرجة أن تنسي نفسك وقيمتك، أنت تستحقين شخصا يقدرك ويبادلك المشاعر نفسها بصدق ووضوح.

وفقك الله، ويسر الله أمرك.

مواد ذات صلة

الاستشارات