أعيش في قلق وهلع بعد صدمة نفسي حدثت لي!

0 16

السؤال

السلام عليكم

تجربة سببت لي صدمة نفسية قبل ثلاثة أشهر، وبعدها أصبحت أشعر بأني لست طبيعيا، حيث أشعر بقلق مزمن، ونوبات هلع، وخوف من دون أي سبب، مع العلم قبل هذه الصدمة كانت حياتي جميلة، لم أكن أشعر بضغوطات نفسية ولا هموم.

هذه الصدمة كانت قبل أن أخرج للتعليم وأكمل الدراسة خارج بلدي بأسبوع، كانت حالتي سيئة -للأسف- قبل أن أخرج، والآن أشعر بأنها تزداد سوءا، مع العلم أن لدي أصدقاء هنا، وأحاول أن أمارس حياتي الطبيعية مع التعليم والأصدقاء، ولكن لا أدري ماذا يحصل لي!

أشعر بأني لست أنا الذي كنت طبيعيا قبل ثلاثة شهور، أعراض غريبة تحصل لي، مثل: نوبات هلع، يأس، اكتئاب، توتر، وقلق بدون سبب، وهمي الوحيد الآن أن أعود طبيعيا.

تعرضت لنوبات هلع وتسارع في نبضات القلب، فذهبت إلى المشفى، وظهرت الفحوصات وكانت سليمة، أنا أدري أنها حالة نفسية، ولكن لا أدري كيف أخرج من هذه الحالة المتعبة جدا، أكثر فكرة تخيفني الآن أني لن أعود طبيعيا كما كنت.

مع العلم أني كنت أمارس الرياضة قبل هذه الحالة، وعندما حدثت جربت أن أعود إلى النادي، ولكن بعدها بيومين حدثت لي نوبة الهلع، وكانت أول مرة، بعدها أوقفت التمارين إلى الآن.

كل يوم عند الاستيقاظ من النوم أشعر بغصة شديدة، آسف على طريقة سرد القصة، ولكن أحاول إيصال ما أشعر به الآن، فأرجو المساعدة ولو بنصيحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك –أخي الفاضل– عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

نعم –أخي الفاضل– واضح من سؤالك أنك وبسبب الصدمة التي تعرضت لها –والتي لم تصفها لنا– بدأت تعاني من نوبات الهلع بالوصف الذي وصفته بشكل جيد في سؤالك، حيث تشعر بتسرع نبضات القلب، وربما التعرق والارتجاف، تذهب إلى المستشفى –إلى الطوارئ– وما هي إلا دقائق حتى تعود الأمور إلى الهدوء، وتكون نتائج الفحوصات كلها طبيعية وسليمة.

نعم –أخي الفاضل– إن نوبات الهلع وهذا التغير الذي حصل في حياتك ربما أيضا يؤثر في مزاجك، حيث تشعر بشيء من الاكتئاب أو همود المزاج، وهذا يمكن أن ينعكس على أدائك وممارستك للرياضة وعلى علاقاتك مع أصدقائك.

أخي الفاضل: أنصحك في هذه المرحلة بأن تذهب إلى طبيب نفسي ليصف لك أحد الأدوية المضادة لنوبات الهلع، وهو نفس الدواء سيعينك على رفع الحالة المزاجية، وأنصحك بشدة –بالرغم من الصعوبة في بداية الأمر– ألا تجتنب اللقاء بالناس والذهاب إلى النادي، بل على العكس الذهاب إلى النادي وممارسة الرياضة في حالتك هي أولية من الأوليات؛ فهي علاج مناسب لنوبات الهلع والاكتئاب.

إذا: أنصحك بعدم التجنب وإنما الإقدام، بالرغم من بعض التوتر والقلق الذي يمكن أن تشعر به، ولكن مع الوقت ستعتاد على هذه المواجهة، وتدريجيا ستخف نوبات الهلع حتى تختفي.

ولا أشك أبدا –أخي الفاضل– بأنك ستعود إلى وضعك الطبيعي كما كنت في الماضي، ولكن عليك ألا تستبعد هذا الاحتمال من نفسك، وإلا فإنك لن تجده.

فإذا أعد الاطمئنان إلى نفسك، ثق بالله عز وجل، وثق باحتمالية عودتك إلى الحالة السابقة، مارس الرياضة والأنشطة المختلفة.

داعيا الله تعالى أن يشرح صدرك وييسر أمرك، ويكتب لك تمام الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات